هل يجوز عرض بيت للبيع بمبلغ مثلاً ١٠ دولار، ولكن كمسابقة وبعد وقت يتمُّ تحديد تسليمه لمشترٍ يُسحب اسمه في قُرعة مثلاً، ويحصل عليه بالمبلغ المحدَّد؟ يأخذه البائع ويكون البيت لهذا المشتري.

فتوى رقم 4476 السؤال: لدينا منزل ونريد بيعه، فهل يجوز عرضه للبيع بمبلغ مثلاً ١٠ دولار، ولكن كمسابقة وبعد وقت يتمُّ تحديد تسليمه لمشترٍ يُسحب اسمه في قُرعة مثلاً، ويحصل عليه بالمبلغ المحدَّد؟ يأخذه البائع ويكون البيت لهذا المشتري.

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

هذا النوع من البيوع يسمَّى بيع المقامرة، ويدخل تحت مسمَّى الغرر الفاحش، وهو محرَّم بإجماع أهل العلم، ومخالف لشروط عقد البيع وأركانه؛ لأنه قائم على أن كلَّ مَن يرغب بالشراء يدفع مبلغاً محدَّداً، ثم يتمُّ القرعة لاختيار المشتري الحقيقي، فالذي يفوز بالقرعة يأخذ البيت، والذي لم يَفُزْ يخسرْ ما دفعه. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، قال: “نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ”. والغرر: الجهالة والمخاطرة وما يُفضي إلى النزاع. يقول الإمام النوويُّ الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه: “المنهاج شرح صحيح مسلم” (5/415): “وَأَمَّا النَّهْي عَنْ بَيْع الْغَرَرِ فَهُوَ أَصْلٌ عَظِيم مِنْ أُصُول كِتَاب الْبُيُوع ، وَيَدْخُل فِيهِ مَسَائِلُ كَثِيرَةٌ غَيْر مُنْحَصِرَةٍ كَبَيْعِ الْمَعْدُوم وَالْمَجْهُول”. انتهى. وهو يدخل أيضاً في حديث مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه” أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نهى عن بيع الحصاة”.

وعليه: فإن هذا النوع من البيوع محرَّم باتفاق العلماء؛ لما فيه من مقامرة وغرر فاحش. والله تعالى أعلم.