لعب قماراً عن طريق الإنترنت وخسر مبلغاً من المال، وبعدها لعب مرة أخرى واستعاد ماله، ثم تاب عن لعب القمار، فما حكم ماله الذي خسره في القمار واستعاده مرة أخرى؟

فتوى رقم 4473 السؤال: شخص لعب قماراً عن طريق الإنترنت وخسر مبلغاً من المال، وبعدها لعب مرة أخرى واستعاد ماله، ثم تاب عن لعب القمار، فما حكم ماله الذي خسره في القمار واستعاده مرة أخرى؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

معلوم أن القمار حرام، وأنه من كبائر الذنوب، والمال الحاصل من القمار مال خبيث بإجماع المسلمين، لذا فقد وجبت التوبة منه، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [سورة المائدة، الآية 95]. قال الفقيه القليوبيُّ الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- في كتاب “حاشيتا قليوبي وعميرة” (4/321): “قوله: “فلا يَصِحُّ” -أي القمار- أي وهو حرام وأخذ المال فيه كبيرة كما مرَّ، ويَحرم اللعب بكلِّ ما عليه صورة محرَّمة…..” انتهى.  

وأما بالنسبة لحكم المال الذي ربحه المقامر وأخذه بحجة تعويض الخسارة السابقة؛ فإن كان الربح من الشخص نفسه الذي أخذ المال نتيجة الخسارة معه فهو حقُّك يجوز لك أخذه، وأما إن كان الربح من غير الشخص الذي أخذ مالك بنتيجة المقامرة فو مال حرام خبيث لا يَحِلّ. فقد جاء في الموسوعة الفقهية (39/407): “مَا يَكْسِبُهُ الْمُقَامِرُ هُوَ كَسْبٌ خَبِيثٌ، وَهُوَ مِنَ الْمَال الْحَرَامِ مِثْلُ كَسْبِ الْمُخَادِعِ وَالْمُقَامِرِ، وَالْوَاجِبُ فِي الْكَسْبِ الْخَبِيثِ تَفْرِيغُ الذِّمَّةِ مِنْهُ بِرَدِّهِ إِلَى أَرْبَابِهِ إِنْ عُلِمُوا، وَإِلاَّ إِلَى الْفُقَرَاءِ.” انتهى.

وعليه: فإن كان هذا المال الذي حصَّلته من القمار هو من لشخص نفسه الذي أخذ مالك بسبب الخسارة فلا مانعَ من أخذه، وإلا فهو مال خبيث.والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *