فتوى رقم 4424 السؤال: السلام عليكم، هل يجوز توزيع قيمة الأضحية مالاً؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً، من حيث الجواز، فإنه يجوز العدول عن الأضحية، والتصدُّق بالمال، فحكم الأُضحية مستحب، وأفتى بعض الفقهاء بوجوبها على مَن ملك نصاب الزكاة في عيد الأضحى، لكن المطلوب على التخصيص في أيام الأضحى هو نحر ــ ذبح ـــ الأضاحي لأنها سُنَّة الوقت، وفيها إحياء لسنَّة سيِّدنا إبراهيمَ عليه السلام، وتذكير بقصة ذبح سيِّدنا إسماعيلَ عليه السلام التي وردت في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) [سورة الصافات: 107].
وأما الصدقة بالمال فتكون في أي وقت من السنة وليس لها يوم محدَّد، لكن أيام الأضحى تأتي مرة في العام، فأفضل عمل في عيد الأضحى هو الأضحية؛ لقول الله تعالى: (فصلِّ لربك وانحر) ولحديث البخاريِّ في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلِّي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنَّتنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله، ليس من النُّسُكِ في شيء…».
وننبِّه إلى أنه إذا وجد محتاج لدواء مثلاً وهو مضطر إليه، فلا شكَّ بأن إعطاءه المال لشراء الدواء أفضل من الأضحية؛ لأن فيه حفظ نفس من التلف.
وعليه: فالأفضل إحياء سنَّة الأضحية لأنها سنة الوقت، إلا في حالة استثنائية بأن وجد محتاج لشراء دواء مثلاً فيُتصدَّق عليه لشرائه. والله تعالى أعلم.
