ما حكم اللعب بلعبة يكون فيها أني أضغط زراً فتقوم الشخصية التي ألعب بها بفعلٍ كُفْرِيٍّ -مثل السجود لصنم أو القيام بطقوس شركية- هل هذا يُعَدُّ كفراً أكبر؟
فتوى رقم 4417 السؤال: ما حكم اللعب بلعبة يكون فيها أني أضغط زراً فتقوم الشخصية التي ألعب بها بفعلٍ كُفْرِيٍّ -مثل السجود لصنم أو القيام بطقوس شركية- هل هذا يُعَدُّ كفراً أكبر؟ أنا رأيت العديد من الآراء، وأريد رأي الجمهور في هذا، رأيت رأياً يقول بأنه حرام، و لكن ليس كفراً لأنه ليس فعلاً كفريًّا حقيقيًّا وهذا ما أميل إليه، وهذا أكثر ما وجدت الناس عليه، ولكني رأيت أيضاً موقعاً معتبراً في الفتوى يقولون بأن مَن يلعب هذا يكون كافراً خارجاً من الملَّة، وعلَّتهم أنهم قالوا: إنه شرك صريح. ولا أعلم كيف هو شرك صريح، ولكن عندما قرأت لشيخ آخر قال: إنهم يقولون هذا؛ لأنه عندما تتكلم عن اللعبة تقول: أنا ذهبت للمكان كذا (أي في اللعبة) أنا معي سلاح كذا (أي في اللعبة) فعندما تسجد لصنم في لعبة يقع عليك ما تفعله شخصيتك، أنا لم أقتنع جداً، لكني خفت؛ لأن عندي وسواس وخوف من احتمال الوقوع في الكفر، وأنا أريد أن أنهيَ كلَّ هذا. رجاءً ما هو رأي الجمهور في هذا؟ وهل أكون كافرًا إذا أخذت برأي مَن يقولون بعدم كفر مَن يلعب بهذه الألعاب؟ وما الدليل.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً ــ أخي السائل ـــ نحن لا نجيب على الأسئلة بحسب ما يرغب به السائل، فأنت تنقل الأقوال، وتقول: أريد كذا، وأريد كذا، فإذا كنت تريد إجابة معينة فلا فائدة حينئذ من جوابنا، واعلم أن الخوف من الكفر مُطالَب به كلّ مسلم حريص على سلامة عقيدته، لكن الوسوسة مذمومة، وسببها كما يقول الإمام النوويُّ ـــ رحمه الله تعالى ـــ: “جهل في الدِّين، أو خَبْلٌ ـــ أي فساد، أو ضعف ـــ في العقل”. باختصار: يَحرم اللعب بهذه اللعبة باتفاق أهل العلم؛ لما فيها من عقائدَ فاسدة، قد تؤدي بمن يلعب بها إلى الوقوع في الكفر، فالحكم على مَنْ يلعب بهذه اللعبة ـــ على سبيل التعيين ـــ بالكفر أمر خطير جداً، فلا نحكم على مسلم بالكفر إلا ببيِّنة واضحة لا لَبْس فيها، وهذا ما عليه محقِّقو أهل السنَّة والجماعة.
وعليه: فالمطلوب منك أن تُنهيَ كلَّ هذه الوساوس؟ فعليك بعدم اللعب بهذه اللعبة التي تتضمن عقائد فاسدة، فيَحرم اللَّعب بها باتفاق أهل العلم. واعلم أنه يُخْشَى على مَنْ يلعب بها أن يَقَع في الكفر. والله تعالى أعلم.