هل دمج الشعر الخفيف بشعرٍ آخرَ جائز؟ علماً أنَّ الشعر جداً خفيف، ولم ينفع زرع ولا علاج.
فتوى رقم 4391 السؤال: السلام عليكم، هل دمج الشعر الخفيف بشعرٍ آخرَ جائز؟ علماً أنَّ الشعر جداً خفيف، ولم ينفع زرع ولا علاج.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
فإنَّ وَصْلَ الشعر بشعر آدميٍّ محرَّم تحريمًّا شديدًّا، سواءً للمتزوِّجة أو غيرها، بإذن الزوج أو بغير إذنه؛ لما رواه البخاريُّ في صحيحه عن مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ـــ رضي الله عنهما ـــ أنه تَنَاوَلَ قُصَّةً مِنْ شَعَرٍ كَانَتْ بِيَدِ حَرَسِيٍّ، ثم قال ـــ وهو على المنبرــــ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذِهِ وَيَقُولُ: “إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ اتَّخَذَ هَذِهِ نِسَاؤُهُمْ”.
وروى البخاريُّ في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قَال:َ “لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ”.فالواصلة: هي التي تصل شعر المرأة بشعرٍ آخر. والمستوصلة: هي التي تطلب عمل ذلك. وهذا الوصل بشعرِ آدميٍّ محرَّم في جميع الأحوال؛ سواء علم الزوج به أو لم يعلم، وسواء طلبه ورغب فيه أو لا -بخلاف الوصل بغير شعر الآدمي- وهو طاهر – ففيه خلاف بين العلماء، فقال الشافعيَّة بحرمته ما لم تكن متزوِّجة، أما المتزوِّجة فيجوز بإذن زوجها، وقال السادة الأحناف بالجواز للزينة مطلقًا. ملخَّصاً من الموسوعة الفقهية (26/108و109).
وعليه: فيَحْرُمُ وصلُ الشعر بشعرِ آدميٍّ، بخلاف الشعر الاصطناعي فلا حرجَ بوصله. والله تعالى أعلم.