هل القيام بتحويل الكلام الذي يتمُّ البحث بواسطته عبر محرِّكات البحث على شيء معيَّن باللغة العربية أو لهجات الشعوب العربية، إلى نصٍّ مكتوب، والغرض من ذلك هو تحسين وزيادة قدرة هذه المحرِّكات على القيام بعمليات البحث بالصوت بكفاءة، وقد يتطلب الأمر إلى تحويل كلمات مسيئة، فهل هذا العمل حرام
فتوى رقم 4333 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا شابٌّ في الثانية والعشرين من عمري، وجدت عملاً على الإنترنت، وهو كالآتي: القيام بتحويل الكلام الذي يتمُّ البحث بواسطته عبر محرِّكات البحث على شيء معيَّن باللغة العربية أو لهجات الشعوب العربية، إلى نصٍّ مكتوب، والغرض من ذلك هو تحسين وزيادة قدرة هذه المحرِّكات على القيام بعمليات البحث بالصوت بكفاءة. الإشكال هو أنه يجب عليَّ كتابة أي شيء أسمعه حتى لو كان البحث متعلِّقاً بأغنية أو فيه كلمات خادشة للحياء – هذا حسب الإرشادت الموجودة في الموقع- لكني عندما اجتزت اختباراً في ذلك وجدت صوتيات خالية من هذه الأمور. فقدرت أن أغلب هذه الصوتيات التي يجب العمل عليها خالية من المحاذير الشرعية كبحث عن نوع سيارة أو عن مسألة ثقافية، إلا أنه من باب الاحتياط قد تصادفني صوتيات فيها البحث عن أغنية أو فرقة موسيقية أو كلمات نابية. فهل هذا العمل جائز إذا كانت أغلب الصوتيات سليمة وهناك بعض منها فيه ما سبق ذكره، والأمر أصلاً متعلِّق بالشخص الذي يبحث، يعني أنني مثلاً إن كتبت اسم أغنية بناء على بحث صوتي سابق، فلِكَيْ تُكتب بشكل صحيح إذا بحث عنها شخص آخر من خلال الكلام؟ وأمر آخر هو أن كلَّ مقطع صوتي مقدَّر ثمنه، ويجب تحويل كل المقاطع إلى كتابة دون استثناء. فهل لي أن أعمل في هذا الموقع، وإن صادفني كلام فيه محاذير شرعية أكتبه وأتخلَّص من ثمنه فيما بعد؟ علماً أنه غالباً يكون فيما لا محظورَ فيه، وأن الأخرى استثناء، كما أن الأمر متعلِّق بالشخص الذي يبحث بالكلام.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل: بما أنه لا يمكنك أن تخصِّص البحث، فيما هو خاصٌّ بالكلمات العلمية، أو السياسية، أو الاقتصادية، أو الأحداث التاريخية، أو الدينية، أو غيرها من الكلمات، وتستثني الأغاني والمعازف، والألفاظ البذيئة وغيرها مما هو مُوصِلٌ مباشرة إلى منكر، فهذا العمل يُعَدُّ إعانة على معصية، رغم أن الباحث هو الذي يضع كلمة البحث، لكنْ أنت سهَّلت له الوصول إلى الحرام، من خلال تخصيص كلمات البحث الدالَّة مباشرة إلى ما هو حرام، وهذا في حقيقته يدخل تجت مسمَّى الإعانة على المعصية، والله تعالى يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة المائدة الآية: 2].
وعليه: فلا يَحِلُّ القيام بهذا العمل، إلا إنْ خلا عما هو مدخل مباشر للمعصية، بخلاف بعض الكلمات التي تكون مدخلاً إلى الحرام بطريق غير مباشرة كما هو معلوم. واعلم أن مَن ترك شيئاً لله تعالى عوَّضه الله خيراً منه. والله تعالى أعلم.