دُعيت إلى عشاء فلم آكل اللحم لأنه غير مذبوح حسب الشرع، فقال لي أحد الأصدقاء: نحن أهل السُّنَّةِ عندنا اختلاف في أكل اللحم فلنا أن نأكله ولو كان غير مذبوح حسب الشرع؟ فهل يوجد قول بذلك؟

فتوى رقم 4312 السؤال: أنا طبيب أتخصَّص في فرنسا، أعاني من مشكلة الحصول على اللحم الحلال، دُعيت إلى عشاء فلم آكل اللحم لأنه غير مذبوح حسب الشرع، فقال لي أحد الأصدقاء: نحن أهل السُّنَّةِ عندنا اختلاف في أكل اللحم فلنا أن نأكله ولو كان غير مذبوح حسب الشرع؟ فهل يوجد قول بذلك؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

أخي السائل، بدايةً، فإننا نعتذر عن التأخُّر في الإجابة بسبب عطل فني. بالنسبة لمسألة ذبيحة أهل الكتاب في أوروبا والغرب عموماً، فقد انتشرت فتوى بأنه لا يُشترط الذبح حسب الشريعة الإسلامية، وإنما يكفي أن يكون الذابح من أهل الكتاب فنسمِّي اللهَ ونأكل. هذه الفتوى هي للدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله تعالى – وقد نصَّ عليها في كتابه (الحلال والحرام في الإسلام) وصرَّح بها أيضاً في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة، وهي في الأصل قول ضعيف عند السادة المالكية، وقد ردَّ كثير من العلماء على هذه الفتوى منهم الفقيه عبد الحميد طهماز – رحمه الله تعالى – في كتابه نظرات في كتاب الحلال والحرام، والشيخ أشرف حسن في كتابه المسائل الفقهية التي خالف فيها الشيخ القرضاوي المذاهب الأربعة في غير العبادات.

واعلم – أخي – أن المتفق عليه عند فقهاء المذاهب الأربعة ــ الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، ــ أن الله تعالى أحلَّ للمسلمين ذبائح أهل الكتاب بقوله تعالى: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ) [سورة المائدة الآية: 5]. بشرط بأن يكون على النحو المعروف في الشريعة من قطع المريء والحلقوم، والودجين أو أحدهما ــ خلافاً للشافعية فلا يُشترط  قطع الودجين أو أحدهما ــ في المذبوح أو المنحور فيما يُنحر، وأما ما كان منه بطريق الصعق أو الخنق أو نحو ذلك مما يخالف الطريقة الشرعية فهو ميتة لا يَحِلُّ لمسلم أن يأكل منها.

وعليه: فلا تَحِلُّ الذبائح في الدول الأوروبية إلا إذا ذُبحت بقطع الحلقوم والمريء ــ عند الشافعية ــ ومع الودجين أو أحدهما عند الحنفية والمالكية والحنابلة. والله تعالى أعلم. تنبيه: في أوروبا يمنع الذبح قبل الصعق الكهربائي.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *