،أخي مقيم في فرنسا، وكلُّ الخبز المتوفر لديهم يوجد فيه كحول، سأل بعض المشايخ هناك وأجازوا له اكله بحجة أن الكحول تتبخر، فما الحكم الشرعي، هل يجوز أن يأكل منه؟
فتوى رقم 4215 السؤال: السلام عليكم، أخي مقيم في فرنسا، وكلُّ الخبز المتوفر لديهم يوجد فيه كحول، سأل بعض المشايخ هناك وأجازوا له أكله بحجة أن الكحول تتبخر، فما الحكم الشرعي، هل يجوز أن يأكل منه؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
الخبز الذي يحوي القليل من الخمر بحيث لا يظهر طعمُه في الخبز أبدًا، لا حرج في أكله، وهذا هو الـمُفتَى به عند السادة الحنفية في “حاشية ابن عابدين” – رحمه الله تعالى- (1/209)، والمالكية، خلافاً للشافعية والحنابلة “الموسوعة الفقهية” (11/55)،
وتسمَّى هذه المسألة بمسألة تخليل الخمر بالعلاج، واستدلوا بأدلة، منها ما رواه البخاريُّ في صحيحه – تعليقاً بصيغة الجزم-: “وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءَ فِي الْمُرِي: ذَبَحَ الْخَمْرَ النِّينَانُ وَالشَّمْسُ”. انتهى.
والـمُرِي: أَدَمٌ معروف، كما قال الإمام النوويُّ -رحمه الله- في “تهذيب الأسماء واللغات” (3/315)، يُصنع من سمك وملح وخمر تتحوَّل عن الإسكار بمفعول الشمس والملح. ذَبَحَ الخمرَ: الذَّبْحُ هنا استعارة بمعنى التحليل والإباحة؛ إذ لـمَّا كان الشمس والملح سببًا في إباحة تحويل الخمر إلى طعام مباح، فكأنَّ ذلك قام مقام ذبح الحيوان ليصيِّره حلالًا. والنينان: جمع نون، والنُّون هو الحوت، أي السمك.
وعليه: فإنْ كان الخمر في الخبز المذكور لا أثرَ له لقلَّته، فلا حرجَ في أكله، وإلا حَرُمَ عند العلماء جميعهم. والله تعالى أعلم.