هل يَصِحُّ قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات بعد الفاتحة في الصلوت أم لا؟  واذا قرأتها ثلاث مرات على نية أنها تعدل ثلث القرآن في الصلوات المفروضة أو النوافل، هل يُكتب لي ثواب ذلك الختم أم لا؟

فتوى رقم 4214 السؤال: السلام عليكم. بالنسبة لقراءة سورة الصمد بعد الفاتحة في الصلاة، هل يَصِحُّ قراءتها ثلاث مرات بعد الفاتحة أم لا؟ واذا قرأتها ثلاث مرات على نية أنها تعدل ثلث القرآن في الصلوات المفروضة أو النوافل، هل يُكتب لي ثواب ذلك الختم أم لا؟


الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

فضل قراءة سورة الإخلاص وأنها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن الكريم، ورد فيها أحاديث صحيحة

منها: حديث الإمام البخاريَّ في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه: “أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا ــ أي يراها قليلة ــ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ”.

ومنها: حديث الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ؟ قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ. قَالَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ”.

وأما بالنسبة لقراءتها في الصلاة فلا نهيَ عن ذلك، ولا مانعَ من تكرارها في الركعة الواحدة عند فقهاء الشافعية، لكن الأَولى ترك ذلك؛ لأنه ليس من السُّنَّة أن تكرَّر في كل ركعة بأن تُقرأ ثلاث مرات.

وأما هل يأخذ القارئ لسورة الإخلاص ثلاثَ مرات ثوابَ ختم تلاوة القرآن الكريم؟ فهذه المسألة مبنية على فهم الحديث الذي ذكرناه، وهو قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ” يقول الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ – رحمه الله – في كتابه: “فتح الباري” 8/676: حَمَلَه بعضُ العلماء على ظاهره فقال: هي ثلث القرآن باعتبار معاني القرآن، لأنه أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، فكانت ثلث القرآن بهذا الاعتبار،.. وبعضهم قال: تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن خبر وإنشاء، والإنشاء أمر ونهي وإباحة، والخبر خبر عن الخالق، وخبر عن خلقه فأخلصت سورة الإخلاص الخبر عن الله وخلَّصت قارئها من الشرك الاعتقادي،

ومنهم من قال: إن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب مَن قرأ ثلث القرآن، وقيل: مثله بغير تضعيف، وهي دعوى بغير دليل، .. ثم قال : ويؤيد الإطلاق ــ يعني مثل ثواب مَن قرأ ثلث القرآن ـــ … “. انتهى بتصرف. يعني هي تعدل ثلث القرآن الكريم، يعني ثواب مَن قرأ ثلث القرآن، لكن مَن قرأ القرآن الكريم كلَّه له كمال الأجر؛ لأن الكلمات والحروف لها أجر،

فقد روى الترمذيُّ في سننه أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكنْ ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف)). قال العلَّامة ابن علَّان الصِّدِّيِقيُّ الشافعيُّ – رحمه الله تعالى – في كتابه: “دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين:” قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (فله به حسنة) هي ذلك الحرف المقروء، قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (والحسنة بعشر أمثالها) مجزيَّة بعشر أمثالها ـ فالقارئ مُجازى عن الحرف الواحد بعشر حسنات..” انتهى.
وعليه: فلا مانعَ من قراءتها ثلاثاً في الركعة الواحدة، بشرط أن لا يصيرَ ذلك التكرار في الركعة الواحدة عادة له في

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *