هل البيع بعد دفع العربون يعتبر نافذًا، وهل يجب دفع فارق العملة إذا تغير سعر الصرف سواء تم استكمال البيع أم لا؟
فتوى رقم 4169 السؤال: قبل وفاة والدنا اتفق مع رجل على أن يبيع بيتاً له في دمشق، وأرسل لوالدي العربون، ونحن في تركيا، ومقداره خمسمائة ألف ليرة سورية، ووصلنا في تركيا مئتا ألف ليرة سورية والثلاثمائة بقيت مع أقرباء لنا في دمشق، وتوفي والدي، ونحن نعتبر أن البيع لم يتمَّ، وأن هذا الرجل وضع يده على البيت. غلت بعدها الأسعار وانهارت الليرة السورية وخسرت كثيراً من قيمتها، ونحن أصررنا على الرجل بأن يترك البيت ويعيده لنا، ونريد إرجاع العربون له، فاشترط الرجل علينا أنه يريد قيمة الخمسمائة ألف ليرة على سعر اليوم، علماً أن الفارق كبير، فهل يَحِقُّ له ذلك ؟ وهل تمَّ البيع فعلاً بدفع العربون؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل أنت قلت: إن والدكم اتفق مع المشتري وأرسل له العربون، والعربون لا يُدفع إلا إذا كان اتفاق البيع بين والدكم والمشتري قد تمّ، وإلا فما معنى العربون الذي هو جزء من الثمن، وأيضاً والدكم استلم جزءاً من العربون.
وعليه: فعقد البيع قد تمَّ مع والدكم، ولكن الثمن لم يسدَّد كاملاً، وبما أن المشتري قد سدَّد خمسمائة ألف ليرة سورية في وقتها، وأرسل لكم العربون إلأ أنه وصلكم منه مئتا ألف ليرة سورية، وبقي باقي العربون عند أقربائكم في سورية، فالمطلوب من المشتري أن يُكمل سداد ثمن البيت، وبما أن الليرة السورية فقدت كثيراً من قيمتها، وجب عند سداد المشتري لما بقي من ثمن البيت مراعاة الفارق الكبير في قيمة الليرة؛ بحيث يتمُّ التوافق على تناصف الفارق في قيمة العملة فيما بينكم. وأما إذا رغب المشتري بإرجاع البيت لكم، فالمطلوب من الورثة كلِّهم أن يُرجعوا للمشتري العربون الذي دفعه وهو خمسمائة ألف ليرة سورية مع زيادة فارق قيمة العملة مناصفة أيضاً. والله تعالى أعلم.