حكم سماع القرآن الكريم خلال العمل

الفتوى رقم 4065  السؤال: السلام عليكم، هل يجوز خلال عمل الواحد منّا في دُكّانه أو محلّه أو مكتبه أو شركته أن يسمع بعض التلاوات للقرآن الكريم؟ علمًا أنه يجب الإنصات والتدبُّر بينما يمكن للواحد منا أن يسهو ولا يركز فيما يسمع.

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

لا مانع من الاستماع للقرآن الكريم أثناء العمل، وله بذلك أجر وثواب؛ لحديث الإمام أحمد في مسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “من استمع إلى آية من كتاب الله، كُتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة”. ويُشترط أن لا يصاحبَ ذلك ما يُعَدُّ إساءة أدب مع القرآن الكريم كالضحك، وكلام اللغو، وعدم الإنصات لقول الله تعالى: (فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُوا) والإنصات المطلوب هو حسب الاستطاعة، وهو السكوت كما جاء في بعض كتب التفسير.

قال الإمام النوويُّ -رحمه الله- في  كتابه “التبيان في آداب حملة القرآن” (ص 92): “ومما يُعتنى به ويتأكد الأمر به احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين؛ فمن ذلك: اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة إلا كلامًا يُضطر إليه، وليمتثل قول الله تعالى: (وَإِذَاْ قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاْسْتَمِعُوْا لَهُ وَأَنْصِتُوْا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ)“. انتهى.

وعليه: فلا مانع من الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء العمل، بشرط أن لا يصاحب ذلك ما يُعَدُّ إساءة أدب مع القرآن الكريم، وإلا مُنِع. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *