حكم تأخير صلاة العشاء لقبيل الفجر بسبب المرض

الفتوى رقم 3983 السؤال: السلام عليكم، هل يستطيع شخص تأخير صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر بسبب مرض خاص؟ وما هي مسافة السفر الشرعية التي نستطيع معها الجمع والقصر؟ وهل تنطبق على المسافة بين بيروت وطرابلس؟ وهل صلاة مَن صلّى العصر جمع تقديم في طرابلس وتوجَّه بعدها إلى بيروت صحيحة؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بالنسبة للسؤال الأول: بدايةً، فنسأل الله تعالى له الشفاء العاجل وأن يمنّ عليه بالصحة والعافية، الأصل أن تُؤدّى الصلاة في أوقاتها؛ لقول الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَاْنَتْ عَلَىْ الـمُؤْمِنِيْنَ كِتَاْبَاً مَوْقُوْتًا) [سورة النساء الآية: 103]. لكنْ بما أنه يستطيع أن يستيقظ قبل الفجر بنصف ساعة فبإمكانه أن يؤخِّر صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر. وإذا تعذَّر عليه في بعض الأحيان -كما هو واضح في السؤال- مِنْ أن يصلّي العشاء بعد دخول الوقت المعروف فلا مانع من أن يأخذ بقول من يقول: إن المغرب يخرج وقتُه بِقَدر ما يتطهّر ويستر العورة ويؤذن ويقيم الصلاة، ثم صلاة -ثلاث ركعات الفرض وركعتي سُنَّة المغرب-، وبعد ذلك يدخل وقت العشاء، وهذا قول مرجوح للإمام الشافعي -رحمه الله- ولا مانع من الأخذ به في الحالة المذكورة -خاصة حالة العجز عن الصلاة بعد مغيب الشفق الأحمر- وهو كما في السؤال ليس دائماً.

أما بالنسبة للسؤال الثاني: فمعلومٌ أن مسافة السفر إنما تُحتسب من نهاية البلدة المسافَر منها إلى بداية البلدة المسافَر إليها، والعبرة هي بالطريق المعبّدة المسهلة لسير الناس عليها بواسطة وسائل النقل المتعارف عليها في البلد، وهذا ما قرَّره الفقهاء في كتبهم، فالمسافة المعروفة بين بيروت وطرابلس بناء على ما قرَّره الفقهاء هي ما يقارب الثمانين80كلم، فالفارق يسير جداً وهو 2 كلم فقط، وهذا لا يمنع من الترخُّص برُخَصِ السفر، فالمعتبر في الأصل لتحديد المسافة مسير ثلاثة أيام بسير الإبل ومشي الأقدام سيراً معتاداً أو أربعة بُرد، وبعضهم قال: ستة عشر فرسخاً. والفرسخ والبريد هي مقاييسُ كانت تستعمل قديماً، واختلف العلماء في تقديرها بالكيلومتر اليوم، وتقديراتهم تراوحت بين 82 كلم أو 83 كلم أو 84 كلم، ومنهم مَن قدَّرها بـ88 كلم 88.

وقد نصَّ كثير من أهل العلم على أن مسافة السفر هي تقريبية وليست تحديدية، وهو مذهب السادة المالكية والحنابلة ووجه عند الشافعية. وأما بالنسبة للمسافر الذي صلّى العصر جمع تقديم في طرابلس وتوجَّه بعدها إلى بيروت عائداً، فإن وصل بعد دخول العصر فلا إعادة عليه، وإن وصل قبل دخول العصر فيجب عليه إعادة صلاة العصر، وهذا هو المنصوص عليه عند الشافعية في كتبهم المعتمدة. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *