قبض المال في الانتخابات

الفتوى رقم 3969 السؤال: السلام عليكم، إذا قبضنا مالًا في الانتخابات، فهل هذا المال حرام؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بداية، هل هذا المال هو مقابل عمل تقوم به لمصلحة المرشَّح الذي دفع لك مالًا، أم أنه مقابل التصويت له؟ فإن كان الأوّل: فحكم المال متوقِّف على مشروع المرشَّح والهدف الذي يسعى لتحقيقه والذي أنت تُعينه عليه مقابل أجر تناله منه. فإعانتك له إن كانت إعانة على الخير فلا مانع منها بل لك الأجر والثواب، أما إن كانت إعانة على الشرِّ والإثم فلا شكَّ في حرمته، قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة المائدة الآية:2].

أما إن كان هذا المال مقابل أن تعطيَ صوتك الانتخابي (مقابل انتخاب فلان) فهذا يُعَدُّ من الرشوة التي نهى عنها النبيُّ ﷺ، فقد ثبت بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: “لعن رسول الله ﷺ الراشي والمرتشي” رواه الترمذيُّ وأبو داود.

واعلم أن الرزَّاق هو الله تعالى، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ) [سورة الذاريات الآية: 58]، وقال الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [سورة الطلاق الآية: 3]؛ فأخبر الله سبحانه وتعالى أن العبد إذا اتقاه، بترك أخذ ما لا يَحِلُّ له، رزقه الله من حيث لا يحتسب، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده، أن النبيَّ ﷺ قال: “إنّك لن تَدَعَ شيئًا لله عزَّ وجلَّ إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه”.

واعلم أن انتخابك ودعمك لأيّ إنسان هو اعتراف، واختيار منك لمن تولِّيه شؤون البلد على المستوى السياسي، وتشريع القوانين وغيرها مما هو عمل النواب في المجلس النيابي، فهذه مسؤولية ستُسأل عنها يوم القيامة، فمن اخترته ليمثّلك فهو في صحيفتك يوم القيامة؛ فإنْ عمل خيرًا فخير لك، وإنْ عمل شرًّا فلا تلومنَّ إلا نفسَك. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *