حكم تناول الطعام في مطعم يبيع الخمور

الفتوى رقم 3836 السؤال: السلام عليكم، ما حكم تناول الطعام في مكان يبيع الخمور في منطقة مسيحية في لبنان، وللمطعم مكان خارجي تستطيع تناول الطعام فيه أيضًا؟ هل أستطيع تناول الطعام الحلال إلا أن المحلَّ يبيع الخمور؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

لا يَحِلُّ الدخول إلى مطعم يقدِّم ويبيع الخمر لتناول الطعام فيه، والحرمة هي بسبب وجود الخمر؛ لأن وجودك من غير إنكار وبلا ضرورة أو حاجة مُلِحَّة، فيه رضى بهذا المنكر أو أقلّه الجلوس في مكان لغير ضرورة، يُشْرَب ويباع فيه الخمر محرمٌ.

روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ”. فالإنكار بالقلب بأن يكرهَه ولا يرضى به، ويعزم أنه لو قدر على تغييره بفعل أو قول، لفعَل. ومن علاماته مغادرة المكان الذي فيه المنكر، بل ومقاطعته حالة الاستطاعة. فدخولك وجلوسك في ذلك المطعم فيه تشجيع للمطعم ببيع وتقديم الخمر، بل وتكثير زبائنه وروّاده. واعلم أن مَن ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه. والله تعالى أعلم.

 وننبِّه السائل إلى وجود مطاعم لا تقدِّم الخمر في أكثر من منطقة مسلمة؛ كطرابلس وصيدا والجبل والبقاع.