أودُّ قراءة الفاتحة على صبيَّة لكنها مطلَّقة وأصغر منّي سنًّا ومن عائلة جيدة السمعة والتربية، ولكن والدي غير راضٍ عن وضعها لأني شابٌّ عَزَب
الفتوى رقم 3810 السؤال: السلام عليكم، أودُّ قراءة الفاتحة على صبيَّة لكنها مطلَّقة وأصغر منّي سنًّا ومن عائلة جيدة السمعة والتربية، ولكن والدي غير راضٍ عن وضعها لأني شابٌّ عَزَب، أنا أطلب السترة والحلال وأعلم أنه لا شيء يمنع من ذلك شرعاً. أهل البنت موافقون لكني في تصادم مع والدي لأنه متشبِّث برأيه. مع العلم أن أهلي منفصلون منذ أنْ كنت صغيراً وأعيش عند جدتي منذ ٨ سنوات وأعمل وأعيل نفسي بنفسي، ووالدي لا يتعرَّف عليَّ بشيء مادّي منذ ذاك الوقت، أزوره وزوجتَه مرة في الأسبوع، وأخوالي جاهزون للذهاب معي عند أهل البنت لكن والدي قال لي: إذا ذهبتَ وحدك انسَ أنَّ لديك أبًا، فهل يغضب عليَّ الله إذا ذهبت من دون موافقة والدي؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً، فإنه لا يُشترط لصحة عقد زواج الابن موافقة الأب، لكن المطلوب من الابن الصبر وأن لا يسارع ويستعجل بهذا الزواج قبل طلب إذن الوالد، ولكن يسعى لإقناع والده بهذا الزواج بحكمةٍ ولطف، مع ذكر الحجج والمبرِّرات الـمُقنِعة التي دفعته لطلب الزواج من تلك المرأة، عسى أن يقتنع، وحبَّذا لو يمكن أن يتوسَّط بعض الأقارب أو معارف الوالد، عسى أن يقتنع منهم، فإن اقتنع فبها ونِعْمَتْ، وإلا بأنْ أصرَّ على الرفض، فالأَوْلى لهذا الابن أن يبحث عن امرأة غيرها، بِرًّا بأبيه، فإنْ تزوَّجها وكان رشيداً واعياً، وكان اختياره صائباً، وكانت هذه المرأة من أهل الدِّين والتقوى، فلا يكون بذلك عاقًّا لأبيه بإذن الله تعالى. والله تعالى أعلم.