دائمًا أدعو على أقاربي بسبب قهري وقلّة حيلتي ومِن ظُلمهم لي ولأهلي، وكذلك يطال الدعاء الميت منهم

الفتوى رقم 3806  السؤال: السلام عليكم، أنا دائمًا أدعو على أقاربي بسبب قهري وقلّة حيلتي ومِن ظُلمهم لي ولأهلي، وكذلك يطال الدعاء الميت منهم، فهل يحرُم هذا؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

الدعاء على الظالم مشروع؛ لقول الله تعالى: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) [سورة النساء الآية:148]. وذكر المفسِّر ابن جرير الطبريُّ -رحمه الله تعالى- في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما، في تفسير الآية أنه قال: “لا يحبّ الله أن يدعو أحد على أحد، إلا أن يكون مظلومًا، فإنه قد أُرخص له أن يدعوَ على مَن ظلمه؛ وذلك قوله: “إلا من ظُلم“، وإنْ صبر فهو خير له“. انتهى .

وقد روى البخاريّ ومسلم في صحيحَيْهما، أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “واتَّق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”. وروى الترمذيُّ في سننه، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “ثلاثُ دعواتٍ مُستجابات، لا شكّ فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده”. لكن ينبغي أن لا يتجاوز الدعاء عليه بأكثر من جنايته عليكِ، والله تعالى يقول: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى) [سورة البقرة الآية: 194]. وألَّا تدعو عليه بملابسة معصية من معاصي الله تعالى، ولا بالكفر صريحًا أو ضمنًا”. انتهى من “الفروق” للإمام شهاب الدين القرافي -رحمه الله تعالى- (4/294). وأما  بالنسبة لمن مات منهم فقد أفضى لما قدَّم، فالله حسيبه، وهو يحاسبه.

وعليه: فننصح السائلة بأن تَكِل أمرها إلى الله تعالى وتدعو لهم بالصلاح والهداية؛ لأن صلاحهم وهدايتهم تعود عليك بالخير، خاصة وأنهم أقارب وأرحام لك. وكما قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي -رحمه الله تعالى- في كتابه: “تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية” (ص74و75) قال: “الأحسن الصبر والعفو؛ لقوله تعالى: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [سورة الشورى الآية:43]. انتهى. والله تعالى أعلم. 

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *