هل العلاج الكيميائي لمريض السرطان يفطِّر؟
الفتوى رقم 3424 السؤال: السلام عليكم، هل العلاج الكيميائي لمريض السرطان يفطِّر؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل، معلومٌ أن مرضى السرطان بشكل خاص يمرُّون بظروف صحية صعبة عند تلقِّيهم للعلاج الكيميائي، حيث إنهم يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي؛ كالغثيان والاستفراغ والإسهال وغيره، بالإضافة إلى أنهم يجب عليهم تناول الأدوية الكيماوية إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد وفي كلتا الحالتين يشعرون بالتعب والإرهاق الشديدين، وكذلك يجب عليهم الإكثار من تناول السوائل عند البدء والانتهاء من جلسات العلاج الكيماوي خلال اليوم بما يعادل 2-3 لترات في أول 48-72 ساعة بعد العلاج للتخلُّص من المواد الكيميائية وأثرها السلبي على الكلى والمثانة، وكذلك حاجتهم للتغذية الجيدة خلال اليوم حيث يخفض العلاج الكيميائي الأملاح في الجسم. ومَن هذه حاله لا يستطيع الصوم، وربما يستطيع الصوم لكنه يتضرَّر من هذا الصوم، ولذلك يجب عليه الفطر، وقد قال الله تعالى في كتابة الكريم: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) [سورة النساء الآية: 29]. وقال الله تعالى: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة البقرة الآية: 185].
وعليه: فالمطلوب من مريض السرطان أثناء العلاج الفطر، ويجب عليه القضاء فقط بعد تمكُّنه من الصوم.
والله تعالى أعلم.