قبل عشرين سنة ذهبت إلى طبيب الأسنان لصنع طقم، قام بأخذ المقاسات لكنني لم أعد لأخذه ولم أدفع له
الفتوى رقم 3400 السؤال: السلام عليكم، قبل عشرين سنة ذهبت إلى طبيب الأسنان لصنع طقم، قام بأخذ المقاسات لكنني لم أعد لأخذه ولم أدفع له، والآن لا أجده؛ لأنه غيّر مكان عمله، هل عليّ شيء؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً، فإن الفقهاء يُسمُّون صورة المعاملة المذكورة طلب صناعة طقم أسنان، بأنه عقد استصناع، وهذا العقد لازم بعد إتمام العقد؛ وهو ما أخذت به “مجلة الأحكام العدلية” التي وضعها بعض أكابر علماء الحنفية المتأخِّرين، حيث جاء فيها: “وإذا انعقد الاستصناع، فليس لأحد العاقدين الرجوع، وإذا لم يكن المصنوع على الأوصاف المطلوبة المبيَّنة كان المستصنع مخيَّراً” (المادة 392). وهذا ما أخذ به أيضاً “مجمع الفقه الإسلامي الدولي” (67/3/7) في دروته السابعة. وقد جاء في قراره: “يُشترط في عقد الاستصناع بيان جنس الـمُستصنَع ونوعِه وقَدْرِه وأوصافِه المطلوبة، وأن يُحدَّدَ فيه الأجل، ويجوز في عقد الاستصناع تأجيل الثمن كلِّه، أو تقسيطه إلى أقساط معلومة لآجال محدَّدة”.
ومعلوم عند أطباء الأسنان أن طقم الأسنان لا يُصنع مباشرة، فبعد أخذ القياسات، يجري تجربة لتلك الأسنان، وتكون تلك التجربة عيِّنة وليست نهائية وحتى كلفتها تكون بسيطة.
وعليه: بما أن هذا حصل منذ عشرين سنة وانقطعت أخبار هذا الطبيب وقد غَيَّر مكان عيادته، فلا شيء عليك، والمطلوب الاستغفار.
والله تعالى أعلم.