هل أكل لحم الجمل يوجب الوضوء بعده؟
الفتوى رقم 3220 السؤال: السلام عليكم، هل أكل لحم الجمل يوجب الوضوء بعده؟ أو يستحب الوضوء بعد أكله؟ وهل يوجد دليل على ذلك؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن أكل لحم الجَزور -الإبل- لا ينقض الوضوء، وذهب بعض الفقهاء -منهم السادة الحنابلة وبعض الشافعية- إلى أنه ينقض الوضوء، واستدلُّوا بما رواه مسلم في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: “سُئِل رسولُ الله ﷺ عن لحوم الإبل؟ فقال: توضَّؤوا منها. وسُئِل عن لحوم الغنم؟ فقال: لا توضَّؤوا منها”. وأيضاً بما رواه الإمام أحمدُ في مسنده عن أُسَيْدٍ بنِ حُضَيْرٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: “توضَّؤوا من لحوم الإبل ولا توضَّؤوا من لحوم الغنم”.
قال الإمام النوويُّ -رحمه الله تعالى- في “شرحه على صحيح مسلم” (4/48-49): “فذهب الأكثرون إلى أنه لا ينقض الوضوء، وممن ذهب إليه الخلفاء الأربعة الراشدون… وابن مسعود وأُبَيُّ بن كعب وابن عباس… وجماهير التابعين، ومالك وأبو حنيفة والشافعي وأصحابهم. وذهب إلى انتقاض الوضوء به أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن يحيى وأبو بكر ابن المنذر وابن خزيمة، واختاره الحافظ أبو بكر البيهقي، وحُكي عن أصحاب الحديث مطلقًا، وحُكي عن جماعة من الصحابة، واحتجَّ هؤلاء بحديث الباب. قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه: صحَّ عن النبيِّ ﷺ في هذا حديثان، حديث جابر وحديث البراء وهذا المذهب أقوى دليلًا وإن كان الجمهور على خلافه. وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر: “كان آخر الأمرَيْن من رسول الله ﷺ ترك الوضوء مما مسَّت النار”. ولكن هذا الحديث عامٌّ وحديث الوضوء من لحوم الإبل خاصٌّ، والخاصُّ مقدَّم على العام. والله أعلم” انتهى.
بناء عليه: فلا مانع من الأخذ بقول ما عليه أكثر أهل العلم وهو عدم نقض الوضوء بأكل لحم الإبل.
والله تعالى أعلم.