أقرأ عند صلاة الفجر سورة يس والواقعة والدُّخان والرَّحمن، فهل هذا يجوز؟ وهل أستطيع أن أقرأ كلَّ يومٍ صفحتين من سورة البقرة؛ بما أنها كبيرة وليس لدي الوقت لقراءتها كلِّها في كلَّ يوم؟
الفتوى رقم 3216 السؤال: السلام عليكم، أنا أقرأ عند صلاة الفجر سورة يس والواقعة والدُّخان والرَّحمن، وذلك قبل أو بعد صلاة الفجر؛ لما في تلاوتها من فائدة على الإنسان، ولكن كما أعرف أن كلَّ سورة يجب أن تقرأ بعد كلِّ فرض مثل يس بعد الفجر والواقعة بعد صلاة الظهر، والدُّخان بعد صلاة العصر….إلخ، ولكن أنا أقرأها كلَّها بعد صلاة الفجر، فهل هذا يجوز؟ وهل أحصل على فائدتها؟ أم يجب أن أقرأ كلَّ سورة بعد كلِّ صلاة؟ والسؤال الثاني: أحدهم قال لي: إنّ قراءة سورة البقرة كلَّ يومٍ تفرِّج عن الإنسان كربة، فهل أستطيع أن أقرأ كلَّ يومٍ صفحتين منها؛ بما أنها كبيرة وليس لدي الوقت لقراءتها كلِّها في كلَّ يوم؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
ما ذُكر في السؤال غير صحيح، ولم يَقُلْ أحد من أهل العلم بهذا القول، فلا تجب قراءة سورة معيَّنة بعد الفاتحة في أي صلاة؛ سواء كانت فرضًا أو سُنَّة، إنما الوارد استحباب بعض السور في أوقات معيَّنة. وأما بالنسبة لقراءة سورة البقرة، فقد ورد في السُّنَّة الصحيحة عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إنَّ الشيطان يَنْفِرُ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة”رواه مسلم في صحيحه. قال الإمام النوويُّ -رحمه الله- في “شرحه لصحيح مسلم” (6/69): “هكذا ضبطه الجمهور “يَنْفِرُ”، ورواه بعض رواة مسلم “يَفِرُّ” وكلاهما صحيح”. انتهى.
وعن أبي أمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “اقرءوا سورة البقرة، فإنَّ أَخْذَهَا بركة وتركَها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة” رواه مسلم في صحيحه. والبَطَلة: السَّحَرة. والمقصود من هذين الحديثين قراءة جميع هذه السورة وليس جزءًا منها، ولا يُشترط أن يكون القارئ واحدًا من أهل البيت، بل لو وُزِّعَتْ بينهم لجاز، ولا يُشترط أن تكون متواصلة فلو جزَّأها ثم أتمَّ قراءتها صدق عليه أنه قرأها ما دامت القراءة في اليوم نفسه، وإن كان الأفضل في ذلك كلِّه أن تُقرأ دفعة واحدة ومن شخص واحد. وروى ابُن حبان في صحيحه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: “إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ”. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: (وهو أحد رواة هذا الحديث): قَوْلُهُ ﷺ: “لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ” أَرَادَ بِهِ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ دُونَ غَيْرِهِمْ.
والله تعالى أعلم.