هل يعتبر التكلُّم على شخص بدون ذكر اسمه غيبة أو نميمة؟
الفتوى رقم 3191 السؤال: السلام عليكم، هل يعتبر التكلُّم على شخص بدون ذكر اسمه غيبة أو نميمة؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
الغيبة كما عرَّفها النبيُّ ﷺ في حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: “أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسولُه أعلم، قال: ذِكرُك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه”، رواه مسلم في صحيحه.
فالغيبة لا تكون إلا مع تعيين الشخص المتكلَّم عليه، أو الإبهام مع معرفة السامعين بالمتكلَّم عليه؛ لأن معرفتهم حينئذ تنزَّل منزلةَ التعيين، وأما مجرَّد ذكر الفعل دون ذكر تعيين الشخص، فهذا ليس بغيبة، فقد تواتر أن النبيَّ ﷺ كان يقول: “ما بال أقوامٍ يفعلون كذا”، وروى البخاريُّ في صحيحه عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ ﷺ: “ما بالُ أقوامٍ يرفَعون أبصارَهم إلى السماءِ في صلاتهم؟! فاشتدَّ قولُه في ذلك حتى قال: لينتَهُنَّ عن ذلك، أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارُهم”.
وأما النميمة فهي نقل الكلام بين الناس بغرض الإفساد وإيقاع العداوة والكره بينهم، وإيغار صدورهم. فهي محرَّمة وكبيرة من الكبائر في كلِّ الأحوال.
والله تعالى أعلم.