بالنسبة للحواجب، هل يجوز نتف الشعر المنفِّر؛ لأن شعر حاجبيَّ كثيف؟

الفتوى رقم 2987 السؤال: السلام عليكم، بالنسبة للحواجب، هل يجوز نتف الشعر المنفِّر؛ لأن شعر حاجبيَّ كثيف؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

اعلمي أنّ شعر الحواجب أو الزائد من شعر الحواجب إما أن يكون منفِّراً من حيث الفطرة -الطبع السليم- أو غير منفِّر، وإما أن تكون المرأة متزوِّجة أو غير متزوِّجة، ولكلٍّ حكمه. فالمرأة غير المتزوِّجة إذا قصدت الحُسنَ من نتف الحواجب فحرامٌ، بخلاف ما لو كان منفِّراً -بالفطرة- فيجوز للمرأة مُطلَقاً متزوِّجة وغير متزوِّجة؛ لما ورد من أحاديثَ صحيحة، منها: ما رُوي في الصحيحَين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمِّصات، والمتفلِّجات للحُسْنِ المغيِّرات خلق الله”. وما رواه أبو داودَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لُعنت الواصلةُ والمستَوْصِلة، والنامصةُ والمتنمِّصة، والواشمة والمستوشمة من غير داء”.

قال أبو داود في سننه بعد ذكر الحديث السابق: “والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقَّه، والمتنمِّصة المعمول بها”. انتهى. ودليل أن النَّمْصَ المحرَّم خاصٌّ بالحاجبين هو ما جاء عن عائشة رضي الله عنها من الترخيص للمرأة أن تحف جبينها لزوجها. كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” (10/292). ورواه عبد الرزاق في مصنَّفه وفيه: “أن المرأة قالت: يا أمّ المؤمنين، إنّ في وجهي شعرات أفأنتفهنَّ أتقرَّب بذلك لزوجي؟ فقالت: أميطي عنك الأذى وتصنَّعي لزوجك كما تصنَّعين للزيارة”. وهذا يدلُّ على أنه يجوز للمرأة حلق شعر الوجه ونتفه، ما عدا الحاجبين.

بناءً عليه: فقد اتفق الفقهاء على تحريم نتف الحاجبين لغير المتزوِّجة إلا إذا كان فيه تشويه بحيث تنفِر منه الطباع السليمة، بخلاف ما لو كان للحسن وزيادة جمال فحرام. واختلفوا في المتزوِّجة فأجازه البعض ومنعه آخرون، والراجح عندنا حُرمة النَّمْص ولو بإذن الزوج.

والله تعالى أعلم.