هل السجود في لعبةٍ ما على الهاتف يعني أني أسجد في الحقيقة؟ وهل أكون كافرًا إن قمت بذلك؟

الفتوى رقم 2951 السؤال: السلام عليكم، هل السجود في لعبةٍ ما على الهاتف يعني أني أسجد في الحقيقة؟ وهل أكون كافرًا إن قمت بذلك؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بدايةً، فلا بدَّ من تبيان حكم اللعبة؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوُّره، فإن هذه اللعبة أو غيرها من الألعاب الإلكترونية، يخضع موضوع التحليل والتحريم فيها لما تتضمَّنه من مفاهيمَ أو عقائدَ أو سلوكياتٍ أخلاقية، فإن كانت تتضمَّن ترسيخ مفهوم استسهال القتل أو الخديعة بالأصدقاء أو عقائد شركية وكفرية أو سلوكيات محرَّمة؛ كالكذب، والشتم، واللَّعن، أو التعرّي من خلال اختيار شخصيات تظهر بمظهر يتعارض مع المفاهيم الإسلامية، أو تتضمن الطلب إلكترونياً السجود لصنم، أو القيام بأفعال ممارستها في الأصل محرمة -الزنى الإلكتروني-، فلا شك عندها في حرمة هذه الألعاب التي تُبَرمِجُ عقلَ الطفل والناشئة والشباب على مفاهيمَ وعقائدَ شركيةٍ وكفرية، وسلوكياتٍ مُدمِّرة للفرد والمجتمع، فهذه هي علة التحريم التي يدور عليها الحكم وجوداً وعدماً.

ويُضاف إلى ذلك ما إذا كان لهذه الألعاب أضرار صحية على المستوى النفسي أو الجسدي، فإذا خَلَتْ تلك الألعاب من هذه الأمور فلا مانع منها، وإلا حرم اللعب بها.

وعليه: فما ذُكر في السؤال من أن هذه اللعبة تتضمَّن المحاذير التي ذكرناها في مرحلة من مراحل اللعبة، فتصير محرَّمة بسبب تلك المحاذير، ولو لم تصل إلى تلك المرحلة من مراحل اللعب التي تتضمن تلك المحاذير، فمن باب سدّ الذريعة الـمُفضية إلى الحرام.

وأما بالنسبة لكفر اللاعب الذي يقرر من خلال اللعبة السجود للصنم إلكترونياً، فلا يُعَدُّ ذلك كفرًا صريحاً لكنه يَحْرُم، إلا إذا صرّح -عند سؤاله عن هذا السجود الإلكتروني- أنه يعتقده أو يستبيحه؛ يعني: يَعُدُّه حلالاً.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *