نعلم أن الدعاء في ظهر الغيب للأخ مستجاب ويقول الملك: “ولك بمثل”، لكن هل الدعاء على الأخ له نفس الحكم؟
الفتوى رقم 2921 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله، نعلم أن الدعاء في ظهر الغيب للأخ مستجاب ويقول الملك: “ولك بمثل”، لكن هل الدعاء على الأخ له نفس الحكم؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “ما مِنْ عَبْدٍ مُسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغَيْب إلَّا قال الملكُ: ولك بمثل”.
وقال الإمام النوويُّ -رحمه الله تعالى- عند شرحه للحديث: “قوله ﷺ: “ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل” وفي رواية: “قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل” وفي رواية: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلَّما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل”. أما قوله ﷺ: “بظهر الغيب” فمعناه: في غيبة المدعوِّ له، وفي سِرِّه؛ لأنه أبلغ في الإخلاص. وقوله: “بمثل” هو بكَسر الميم وإسكان الثاء، هذه الرواية المشهورة، قال القاضي: ورويناه بفتحها أيضًا، يقال: هو مثله ومثيله بزيادة الياء، أي: هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضًا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعوَ لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب، ويحصل له مثلها”. انتهى.
أما الدعاء على الأخ، فجائز لمظلَمةٍ حلَّتْ بالدَّاعي من أخيه، ولا يتعدَّى في دعائه على غير الظالم. لكن، قول الملك: (ولك بمثل) فظاهرٌ اختصاصُه بالدعاء بالخير للأخ في ظهر الغيب.
والله تعالى أعلم.