إذا سبَّني أو ضربني شخص، فما هو الحلّ الشرعي للتعامل معه، هل أعفو عنه، أم أتجاهل، أم أردّ بالمثل؟
الفتوى رقم 2918 السؤال: السلام عليكم، إذا سبَّني أو ضربني شخص، فما هو الحلّ الشرعي للتعامل مع هذا الشخص المسيء، هل أعفو عنه، أم أتجاهل، أم أردّ بالمثل؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
اعلم أنّ المسلم لا يُذِلُّ نفسه ولا يرضى بالدَّنِيَّة في دينه أو يسمح بأن يُعتدَى عليه، خاصة من الشخص الذي يتعمَّد الاعتداء عليه أو سبَّه، بخلاف الجاهل أو الغضبان لفهم خاطئ أو غضب دفعه إلى فِعل ما فَعل، فهذا بالإمكان الصفح عنه ومسامحته وهو أَوْلى. أما الشخص الذي يقصد ويتعمَّد مع الإصرار والتصميم على الاعتداء ولا يتوقَّف عن ذلك فهذا لا ينفع معه المسامحة؛ لأنه مُعْتَدٍ ولا بدّ من إيقافه عن الاعتداء، والله تعالى يقول: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [سورة البقرة الآية: 194].
وهذا كلُّه مشروط بعدم الظلم، قال الله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) [سورة النحل الآية: 126]. وقال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة البقرة الآية: 178].
والمعاقبة وردُّ الاعتداء يكونان برفع هذا المظلمة إلى الجهة المعنية؛ كتقديم شكوى أمام القضاء، أو لدى المخفر، أو بأن تدافع عن نفسك أثناء الاعتداء، والأَوْلى عند القدرة عليه أن تعفوَ عنه إنْ شعرت منه ندماً، وإلا فلا يُسامَح لإصراره على الاعتداء.
والله تعالى أعلم.