يصلِّي ويصوم السُّنَن والنوافل لكنه يؤذي الناس بلسانه

الفتوى رقم 2845 السؤال: السلام عليكم، هناك شخص يصلِّي ويصوم السُّنَن والنوافل لكنه يؤذي الناس بلسانه، وهناك شخص يصلِّي ويصوم فقط الفرائض لكنه لا يسبُّ ولا يشتم ولا يلعن ولا يدعو على أحد، فأيُّ الرجلَين أفضل؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

أخي السائل، بدايةً فإن النبيَّ ﷺ جاء بمكارم الأخلاق حتى صحَّ عنه أنه ﷺ قال: “إنّما بُعِثْتُ لأتمِّمَ مكارم الأخلاق”. رواه البخاريُّ في “الأدب المفرد”، والإمام مالك في “الموطَّأ”. وروى أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده أنه عليه الصلاة والسلام قال: “إنّ المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن الخُلق درجةَ الصائمِ القائم”.

ونجيبك عن سؤالك بما رواه الإمام مسلم في صحيحه، أنه عليه الصلاة والسلام قال: “أَتَدْرُونَ مَا الْـمُفْلِسُ؟ قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع. فقال: إِنَّ الْـمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قيل للنبيِّ ﷺ: يا رسول الله، إنَّ فلانة تقوم الليل وتصوم النَّهار، وتفعل وتصَّدَّق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله ﷺ: لا خيرَ فيها، هي من أهل النار. قالوا: وفلانة تصلِّي المكتوبة وتَصَّدَّق بأثوار -قطع من الأَقِط، وهو لبن جامد- ولا تؤذي أحدًا. فقال رسول الله ﷺ: هي من أهل الجنة” رواه الإمام أحمد في مسنده.

وعليه: فقد وضح الجواب في أنَّ مَن يؤدِّي الفرائض ويجتنب المحرَّمات، ومنها المسائل الأخلاقية التي تتعدَّى الآخرين فهو من أهل الجنة كما قال الحبيب محمد رسول الله ﷺ.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *