إذا قرأ شخصٌ سورة البقرة كلّ يوم ونوى أكثر من نية، فهل يصحّ هذا؟

الفتوى رقم 2838 السؤال: السلام عليكم، إذا قرأ شخصٌ سورة البقرة كلّ يوم ونوى أكثر من نية، فهل يصحّ هذا؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

قراءة القرآن الكريم لا تحتاج إلى تخصيص نية بل يكفي نية القراءة لله لنيل الأجر والثواب، ثم بعد الفراغ من القراءة يدعو الله تعالى، فعن عِمْرَان بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَسَلُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِه، فَإِنَّ مِنْ بَعْدِكُمْ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ”، رواه الترمذيُّ في سننه، والإمام أحمدُ في مسنده. قال المباركفوري في “تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي”: “فليسأل الله به” أي: فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد أنه إذا مرَّ بآية رحمة فليسألْها من الله تعالى، وإما أن يدعوَ الله عَقِيب القراءة بالأدعية المأثورة”. اهـ.

وقال العلَّامة ابن القيِّم -رحمه الله- في كتابه “زاد المعاد في هدي خير العباد”: “فالقرآن هو الشفاء التامُّ من جميع الأدواء القلبية، والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كلُّ أحد يؤهَّل ولا يوَفَّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليلُ التداويَ به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام ربّ الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهمًا في كتابه، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة العنكبوت الآية:51]. فمن لم يَشْفِهِ القرآنُ فلا شَفاه الله، ومن لم يَكْفِهِ القرآن فلا كَفاه الله”. انتهى.

وجاء في كتاب “الآداب الشرعية والـمِنَح المرعية” لابن مفلح الحنبلي: “قال صالح: (يعني ابن الإمام أحمد -رحمهما الله تعالى-) ربما اعتللت، فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء، فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك. ونقل عبد الله أنه رأى أباه يعوِّذ في الماء، ويقرأ عليه، ويشربه، ويصبّ على نفسه منه”. انتهى.

وأما ما يفعله البعض على نية دفع البلاء أو الشفاء أو نجاح فلان فلا أصل له في الشرع.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *