هل يجوز الاشتراك ببرامج المسابقات؛ كمسابقة الحلم التلفزيونية؟
الفتوى رقم 2070 السؤال: هل يجوز الاشتراك ببرامج المسابقات؛ كمسابقة الحلم التلفزيونية؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
فصورة المسابقات التلفزيونيَّة التي يقوم فيها المتسابق بالاتصال الهاتفي أو إرسال رسالة نصيَّة على البرنامج في القنوات الفضائية بحيث يوضع اسمه في القُرْعة، أو حسب الجواب الصحيح، وتكون تكلفة هذه الاتصالات أو الرسائل ليست كالعادة، فإنه لا يجوز الاشتراك في هذه المسابقة، لاشتمالها على الـمَيْسِرِ الذي حرَّمه الله تعالى، وجعله قرينَ شرب الخمر، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة المائدة الآية: 90].
والميسر هو: كلُّ معاملة دائرة بين الغُرْم والغُنْم، ولا يدري فيها المعامل هل يكون غانمًا أو غارمًا؛ فهو يخاطر. والغانم فيه يغنم في غير مقابل، أو في مقابل ضئيل. وهنا يغرم المشتركُ ثمنَ اتصاله الهاتفي على أمل أن يغنم آلافًا أو مليونًا، وقد لا يغنم شيئًا، وهذا هو الميسر.
وليتنبَّه المسلم إلى أن ما يجنيه هؤلاء من قيمة الاتصالات الهاتفية يفوق -أضعافًا مضاعفة- ما يبذلونه من جوائز، فهي طريقة ماكرة للربح المحرَّم، مع ما فيها من الدعاية والإشهار لما لا يجوز إشهارُه والدعاية له، وهذا من باب أكل مال الناس بالباطل؛ فهي إذًا وسيلة غير مشروعة لكسب أموال الناس والاحتيال عليهم، فلو فُرض أن القيمة للرسائل أو الاتصالات لا تختلف بل هي كالأسعار العادية وهذا نادر، فلا حرج حينئذ إنْ سَلِمَ مضمونُ المسابقة عن أمور محرَّمة.
والله تعالى أعلم.