هل يجوز أن أترك أبي وهو بعمر ٧٨ سنة مع الخادمة، وهي في عمر ٢٧ سنة؟

الفتوى رقم: 1875 السؤال: هل يجوز أن أترك أبي وهو بعمر ٧٨ سنة مع الخادمة، وهي في عمر ٢٧ سنة؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

لا يجوز أن يخلوَ رجل بامرأة للحديث الذي رواه البخاريُّ في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ ﷺ يقول: “لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ…” وفي “الموسوعة الفقهية الكويتية” (29/295): “يرى جمهور الفقهاء أنه لا يجوز أن يخلوَ رجل بامرأةٍ أجنبيَّة؛ لأن الشيطان يكون ثالثهما، يوسوس لهما في الخلوة بفعل ما لا يَحِلّ”. انتهى.

لكنْ إذا كان والدك كبيرًا هَرِمًا بحيث يُؤْمَنُ على مثله الفتنة وعدم القدرة على الشهوة، فلا مانع من الخلوة. فقد نقل العلَّامة الحنفيُّ ابن عابدين في كتابه “رد المحتار على الدر المختار” (5/235): “جواز الخلوة بالشيخ الذي لا يجامَع مثله؛ فهو بمنزلة الـمَحْرَم”. انتهى. وأجاز العلَّامة الشاذلي النفراوي الأزهري المالكي خلوةَ الرجل الهَرِمِ بالمرأة الشابَّة”. انتهى من “الفواكه الدواني” (2/410). والضابط في هذه المسألة أنه إذا أُمِنَتْ الريبة وانْتَفَتْ فلا يُعَدَّ ذلك خلوة. “الموسوعة الفقهية الكويتية” (29/296).

بناء عليه: إذا كان والدك البالغ من العمر 78 عامًا متَّصفًا بصفات الرجل الهَرِم، وممن تنتفي معه الرِّيبة والشهوة فلا مانع من الخلوة، وإلَّا تَحْرُمُ الخلوةُ بتلك الخادمة. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *