في “تحفة اﻷطفال”: عن شيخنا الميهي ذي الكمال، فهل يجوز حفظها بهذه الطريقة؟

الفتوى رقم: 1827 السؤال: نحن على وشك بدء دورة علمية في شرح “تحفة اﻷطفال” وحصل لي نقاش مع أحد اﻹخوة بخصوص شطر من بيت شعري يقول فيه الناظم: عن شيخنا الميهي ذي الكمال، فهل يجوز حفظها بهذه الطريقة أم ممكن استبدالها بذي الخصال؛ ﻷن الكمال لله وحده؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

هذا اللفظ من صاحب “تحفة الأطفال” -رحمه الله تعالى- المقصود منه الكمال النسبي وليس المطلق. ودليل ذلك ما رواه البخاريُّ ومسلم في صحيحَيْهما، وغيرُهما من أصحاب السُّنن والمسانيد والمصنَّفات، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قال رسول اللَّه ﷺ: “كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ”. قال الإمام النوويُّ -رحمه الله تعالى- عند شرحه للحديث في “شرح صحيح مسلم” (15/198، 199): “ولفظة: “الكمال” تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه. والمراد هنا: التناهي في جميع الفضائل وخصال البِرِّ والتقوى… والله أعلم”. اهـ.

بناء عليه: فلا مانع من استعمال هذا اللفظ؛ لأن المقصود منه أنه بلغ من الفضل والبِرِّ والعلم الشيء الكثير.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *