ما حكم التدخين؟ وإن كان ثمة حرمة، فهل هي حرمة الخمر ذاتها، أو حرمة سائر المحرَّمات؟

الفتوى رقم: 1631 السؤال: ما حكم التدخين؟ وإن كان ثمة حرمة، فهل هي حرمة الخمر ذاتها، أو حرمة سائر المحرَّمات؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

فقد اتفق العلماء في عصرنا على حرمة التدخين لمــَّا ثبت علميًّا بالأدلة اليقينيَّة ضرره على صحة الإنسان، ويمكن -في هذا الصدد- مراجعة عشرات الدراسات والأبحاث الشرعية والطبية، وأيضًا مقرَّرات المجامع الفقهية؛ كمجمع بحوث الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي في جدة، والمجمع الفقهي في مكة المكرمة، ولجنة الإفتاء لهيئة كبار العلماء في السعودية وغيرها.

وقد أصبح من البدهيات العلمية عند كافة الأطباء في العالم الأضرار والأمراض الخطيرة التي يسبِّبها التدخين. والشرع الحنيف حرَّم كلَّ ما فيه ضرر على الإنسان، فقد قال الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ). [سورة الأعراف الآية: 157]، وقال ﷺ: “لا ضررَ ولا ضِرار”. رواه الإمام مالك في الموطأ.

ولا أظن أن ثمة عاقلًا يُجِيزُ لنفسه شرب الدخان بعدما ثبت علميًّا لدى كافة الأطباء ضرره، فضلًا عن الحكم الشرعي الذي أوضحناه.

وأما بالنسبة لحرمته فهي ليست كحرمة شرب الخمر من حيث اللعن والعقوبة الدنيوية أو الأُخروية، فشرب الخمر كبيرة من كبائر الذنوب. وينبغي التنبُّه إلى أن المعاصي يُنظر إليها باعتبار من تعصيه، بصرف النظر عن مقدار الإثم الحاصل، فالمؤمن ينظر إلى المعاصي وكأنها جبل يوشك أن يقع عليه، بخلاف المنافق فينظر إلى المعاصي وكأنه ذباب وقف على أنفه ثم أشاحه عن وجهه بيده. فانظر إلى من تعصي وليس إلى حجم المعصية.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *