هل يجوز لي الدعاء بلا وضوء، وعلى كل أحوالي؟

الفتوى رقم: 1378 السؤال: ما تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ..) [سورة يونس الآية: 12] هل يعني أنه يجوز لي الدعاء بلا وضوء، وعلى كل أحوالي؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

أما ما تلوتَه من قول الله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا) فإنه يعتبر من القراءة المبتورة أو الناقصة التي لم تستكمل فيها بقية الآية، وتمامها قوله تعالى: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) والتي يخبر الله تعالى فيها عن أناس سمَّاهم مسرفين أنهم يقلقون ويضجرون إذا مسَّهم الضُّرُّ ويُكثِرون من الدعاء ويدعون الله لكشفها وزوالها عنهم في حال اضطجاعهم وقعودهم وقيامهم وفي جميع أحوالهم فإذا فرَّج الله شدَّتهم وكشف كربتهم أعرضوا ونأَوْا بجانبهم كأنْ لم يُصِبْهم من ذلك شيء، واستمروا على كفرهم ولم يشكروا ولم يتَّعظوا، وليست هذه حال المؤمن الذي يقول عنه الرسول ﷺ: “عجبًا لأمر المؤمن لا يقضي الله له قضاءً إلا كان خيرًا له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن” رواه مسلم. تفسير ابن كثير والقرطبي [سورة يونس الآية: 12].

وأما ما ذكرته من حال الداعي حين دعائه فإنه يجوز للمؤمن أن يدعوَ الله متوضِّئًا كان أو غير متوضِّىء، مستقبلًا للقبلة أو غير مستقبل لها، قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا لقوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ) تفسير ابن كثير والقرطبي [سورة آل عمران الآية: 191]، ولحديث الصحيحين عن عائشةَ رضي الله عنها: “أن النبيَّ ﷺ كان يذكر الله على كلِّ أحيانه”.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *