حكم قول جملة “صباح الخير أو مساء الخير وما شابهها” بدل “السلام عليكم”
الفتوى رقم: 1133 السؤال: ما حكم قول جملة “صباح الخير أو مساء الخير وما شابهها” بدل السلام عليكم التي هي من السُّنَّة؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
روى أبو داود في سننه، وعبد الرزاق في مصنَّفه، والبيهقي في شُعَبِ الإيمان عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: “كنا نقول في الجاهلية “أنعم الله بك عينًا، وأنعم صباحًا” فلما جاء الإسلام نُهِينا عن ذلك”. وروى الطبراني في معجمه والهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح: “قال وهب بن عمير رضي الله عنه للنبيِّ ﷺ: “أنعم صباحًا يا محمد” فقال له النبيُّ ﷺ: قد أبدلنا الله خيرًا منها“.
وقال العلَّامة ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله- في كتابه: “الآداب الشرعيَّة والمِنَحِ المــَرْعِيَّة”: “فصل في قول: كيف أمسيت؟ كيف أصبحت؟ بدلًا من السلام، قال الإمام أحمد لصَدَقَةَ -وهم في جنازة-: يا أبا محمد كيف أمسيت؟ قال: مساك الله بالخير، وقال أيضًا للمَرْوَذِيِّ وقت السَّحَر: كيف أصبحت يا أبا بكر؟ وقال: إن أهل مكة يقولون إذا مضى من الليل -يريد بعد النوم- كيف أصبحت؟ فقال له المروذي: صبَّحك الله بخير يا أبا عبد الله، وظاهر هذا أنه اكتفى به بدلًا من السلام. وترجم عليه الخلَّال “قوله في السلام كيف أصبحت؟.. ـ وروى أبو بكر البَرْقَانِيُّ بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: لو لقيت رجلًا فقال: بارك الله فيك. لقلت: وفيك” فقد ظهر من ذلك الاكتفاء بنحو: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ بدلًا من السلام، وأنه يُرَدُّ على المبتدئ بذلك؛ وإن كان السلام وجوابه أفضل وأكمل.” انتهى.
بناء عليه: فالسُّنَّة أن يبدأ بالسلام عليكم، ولا حرج بعد ذلك أن يقول: صباح الخير، فإنْ بدأ بقوله: صباح الخير فقد خالف السُّنَّة.
والله تعالى أعلم.