حكم العمل في بنك ربويّ وفي البنوك الإسلامية
الفتوى رقم 994 السؤال: السلام عليكم، هل يجوز العمل في بنكٍ ربويّ؟ وما الحكم بالنسبة للعمل في البنوك الإسلامية؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
اعلم -أخي السائل- أن البنوك الربويّة مؤسسات قامت على معصية هي من كبائر الذنوب -الرِّبا-، وقد وردت النُّصوص القرآنية والنبويَّة على حرمتها وأجمع العلماء على ذلك؛ فلا يجوز لأحدٍ من المسلمين إعانة تلك المؤسسات بشيء يقوِّيها على عملها، ولا يجوز لأحدٍ أن يكون موظَّفًا فيها، ولو في قسم لا يباشر الرِّبا المحرَّم ؛ لأن المؤسسة تقوم على جميع موظَّفيها، وكافة أقسامها، وفي ذلك دعاية لها وتقوية، ومساعدة لها على التعامل بالرِّبا؛ لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [سورة المائدة الآية: 2 ]ويقول النبيُّ ﷺ: “لعن الله آكل الرِّبا ومُوكِلَه وكاتبه وشاهدَيْه، وقال: هم سواء” رواه البخاريُّ ومسلم.
وقد أجاز العلماء العملَ في البنوك الربويَّة في حال الضرورة التي قد تؤدِّي إلى ذهاب نَفْسٍ، أو إتلافِ عضوٍ، أو ذهاب منفعة عضو؛ للقاعدة الشرعية: “الضرورات تُبيح المحظورات”. وأحيانًا تُنَزَّل الحاجة المـــُلـِحَّةُ منزلةَ الضرورة؛كمن لا يستطيع دفع أجرة المنزل وسَيُخْرَجُ من البيت إن لم يدفع الأجرة، ففي هذه الحال يجوز له العمل في البنك إن لم يكن ثمّة بديل “والضرورة تُقدَّر بقَدْرها”.
بناء عليه: فإن كنت في حال الضرورة أو الحاجة المُلِحَّةِ جاز لك العمل إلى أن تجد عملًا حلالًا، فيجب عندها ترك هذا العمل.
وأما العمل في البنوك الإسلاميَّة فلا خلاف في حِلِّه؛ لكونه قائمًا وَفق الشريعة الإسلامية.
والله تعالى أعلم.