إذا كنت في مكان لا يوجد فيه مساجد يوم الجمعة، فما الحكم؟
الفتوى رقم: 858 السؤال: السلام عليكم، أريد أن أسال: إذا كنت في مكان لا يوجد فيه مساجد يوم الجمعة ولم أتمكن من صلاة الجمعة بالمسجد، فما الحكم؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
سؤالك ينطبق على البلاد التي لا يوجد فيها مسلمون، كبعض المدن في أوروبا مثلًا، أو المدن والقرى التي سكانها غير مسلمين كما هو الحال في بعض بقاع لبنان.
بالتالي فإن على المسلم إذا كان يوم الجمعة أن يذهب إلى أقرب مسجد ليؤديَ صلاة الجمعة، فإن كان المسجد بعيدًا وفي البلدة مسلمون، فإنه يجب عليهم أن يجتمعوا لإقامة صلاة الجمعة، ولو لم يكن هناك مسجد.
وإن كان وجودك في هذا المكان بسبب عملك فيجب عليك -والحال هذه- أن تذهب إلى أقرب مسجد، فإن لم يكن ثمة مسجد، كأنْ كنت في بلد غير إسلامي ولا يوجد مسلم غيرك فعندها تسقط الجمعة عنك، لكن إن وجد مسلمون غيرك -ولو ثلاثة- وجب عليكم أن تجتمعوا لأداء صلاة الجمعة.
ويجب على المسلم أن لا يتهاون في صلاة الجمعة، فقد روى أبو داود والترمذي والنسائي بسند صحيح أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “من ترك ثلاث جمعٍ تهاوناً بها….. “. وفي رواية لابن ماجه: “من غير ضرورة…”. وفي رواية في مسند الطيالسي: “من غير عذر طبع الله على قلبه”. قال العلَّامة المناوي -رحمه الله- في كتابه” فيض القدير شرح الجامع الصغير” (6/102): طبع الله على قلبه، أي: ختم عليه وغشَّاه، ومنعه ألطافَه، وجعل فيه الجهل والجفاء والقسوة، أو صيَّر قلبَه قلبَ منافق. ا هـ.
والله تعالى أعلم.