“قبل أن تسافر إلى بلاد غير المسلمين.. قصص وإحصاءات” – ندوة للشيخ يوسف القادري

“قبل أن تسافر إلى بلاد غير المسلمين.. قصص وإحصاءات”.. ندوة للشيخ يوسف القادري (مسؤول جمعية الاتحاد الإسلامي في البقاع) شرح فيها:

  • – النقاط الأساسية التي يجب على المسلم أن يفكّر بها قبل السفر إلى بلاد غير المسلمين
  • – والمخاطر التي يواجهها المرء في سفره
  • – وكيف يستطيع تجنبها

مدعّمًا كلامه بأرقام وإحصاءات دقيقة وقصص واقعية من حياة المسافرين.

أبرز ما جاء في كلام الشيخ يوسف القادري:

هذه المحاضرة لا تعطيك فتوى شخصية عن السفر إلى بلاد غير المسلمين، أو الإقامة فيها، أو التجنس. لكنها تفتح الأفق ليُفتي الإنسان المحتاج نفسَه بحسب ظرفه، أو ليفهم مستندات الفتوى.

لا بد من الوقوف عند الحكم الشرعي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الحجرات: ١].

والحكم الشرعي ينبني على أسئلة تأسيسية قبل التفاصيل:

  • – ما غايتك الكبرى من الحياة؟
  • – وما أهدافك؟
  • – وما القيم التي تضبط مسيرتك؟
  • – إلى أين ستسافر؟
  • – ما قوانين تلك البلاد؟ وظروفها؟ ومخاطرها على الدين والنفس؟

⬅️ (وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: ٥٦].

⬅️ (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج: ٤١].

أهمية الصحبة الصالحة: (وكونوا مع الصادقين)

الواجب أن يبحث المسلم عن البيئة الصالحة التي تعينه على رضا الله؛ قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا) {النساء:97}.

قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: هذه الآية عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين، وهو قادر على الهجرة، وليس متمكناً من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه، مرتكب حراماً بالإجماع، وبنص الآية. اهـ.

هجرة الحبشة:

السبب مع الإذن: قال ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية مسألة الهجرة: “هذا أمرٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الَّذي لا يقدرون فيه على إقامة الدِّين إلى أرض الله الواسعة حتَّى يمكن إقامة الدِّين”

الإقامة بالحبشة كانت بأمر القيادة لذا تأخرت عودة بعضهم إلى زمن فتح خيبر: جاء في صحيح البخاريِّ: فقال جعفر للأشعريِّين حين وافقوه بالحبشة: “إنَّ رسول الله ﷺ بعثنا هنا وأمرنا بالإقامة؛ فأقيموا معنا”.

فالمسلم الذي عنده قيادة صالحة موثوقة تسمح له بالهجرة أو تأمره بذلك قد سلك طريقاً مختصراً لعله يعذره أمام الله.

ونلاحظ سرّيّة الهجرة إلى الحبشة للنجاة وتحقيق الأمن على النفس والدين فالعدو كان يعرف أن مصلحة هؤلاء المسلمين كانت في الهجرة (بخلاف عندما تكون مصلحة العدو في هجرتنا):
ففي رواية الواقديِّ: “فخرجوا متسلِّلين سرَّاً”، وعند الطَّبريِّ. وممَّن يذكر السِّرِّيَّة في الهجرة: ابن سيِّد النَّاس، وابن القيِّم، والزُّرقانيُّ.
عن أمِّ سلمة زوج النَّبيِّ ﷺ قالت: “لما نزلنا أرض الحبشة جَاوَرْنا بها خيرَ جارٍ ـ النَّجاشيَّ ـ أَمِنَّا على ديننا وعبدنا الله لا نُؤْذَى ولا نسمع شيئاً نكرهه”.

القصص

في بلاد غير المسلمين مشاهد مضيئة وقصص مفرح بلا شك:

  • 1- على سبيل المثال أولاد قريبي في كندا ختموا القرآن حفظاً في قرابة سن العاشرة.
  • 2- وتدخل إلى مسجد في البرازيل فتجد المترجم الفوري لخطبة الجمعة ابن الـ ١٨ سنة ممن ولد هناك.
  • 3- وفتى لم يتجاوز الـ ١٦ سنة ممن ولد هناك يجول في الدعوة بِسَمْتِ التديّن يحسن النطق باللغة العربية كما بالبرازيلية.

وهكذا تلتقط بعض الومضات الإيجابية في محراب مسجد أو زاوية مركز إسلامي.

تحديات ومخاطر:

القوانين:

1- شروط السفر قد تخالف الشرع من خطوة المقابلة الشخصية؛ مثل:

  • – اشتراط صور المرأة دون الحجاب في بعض السفارات.
  • – أسئلة عن الاندماج، والرضا بالشذوذ الجنسي، والأنظمة والقيم…

2- طلب الجنسية: قد يتضمن القسم على الدستور وهو خليط بين ما يخالط الشرع وما لا يخالفه.

3- الخدمة العسكرية هناك قد تكون ضد المسلمين وبلادهم. كما قد تحصل حرب بين تلك البلاد وبين المسلمين فيُقتَل بالخطأ المسلمون المقيمون بين الأعداء؛
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ فَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ، فَأَسْرَعَ فِيهِمُ الْقَتْلَ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ﷺ فقال: “أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ”، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ؟ قَالَ: “لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا” رواه أبو داود والترمذي.

4- محاباة القوانين للنساء على حساب الرجال بما يخالف الشرع ويضر بالأسرة:

  • – الحرية شبه المطلقة.
  • – استقلالية الأولاد عن أهلهم حتى قبل النضج، ومنع تأديبهم: فضلاً عما بعد النضج وفي ذلك قصص كثيرة.
  • – التخبط في قوانين ونظام الأسرة: العشيقات والأخدان.
  • – الفوضى في القيم الإنسانية: الجندر واختيار الشخص الذكورة والأنوثة وتغيير خلقته! حرية الشذوذ الجنسي وفرض احترامه.
  • – وصاية الدولة على الأولاد: قصة الشيخ الداعية المسلم الذي سحبت الدولة أولاده.

البيئة الاجتماعية:

1- غرابة اللغة العربية وصعوبة تعلمها:

  • – قصة الفتى وأخته والعجز عن تعلم آية: (بسم الله الرحمن الرحيم) في ١٥ دقيقة.
  • – قصة العجز عن حفظ ٣ كلمات (الله) (محمد) (إسلام).

2- الأعراف والعادات والتقاليد: ضيق هامش العيب -إن وجد-:

الـ namorada قصة صدمة إحدي الصبايا عند شرحت لها خطوات التعارف والزواج في مجتمعنا المسلم.

شروط الجواز:

اختصر د. محمد راتب النابلسي الشرط بقوله: أن تطمئن لأن يكون ابنُ ابنِ ابنِك مسلماً.

وسئل بعض العلماء عن حكم السفر إلى بلاد الكفار؟ فقال: السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:

  • – الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
  • – الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
  • – الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك.

هذه خلاصات ومفاتيح… والله أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *