هل يجب عليّ أداء فريضة الحج في حال تأجيل خطط مالية؟
فتوى رقم 5008 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شابٌّ أدّخر المال منذ سنوات لتغطية حاجاتي الأصلية المستقبلية، مثل الزواج الذي أُخطط له بعد سنتين أو ثلاث، وقد بدأت أيضًا بادخار مبلغ لشراء سيارة تُعينني لاحقًا في شؤون الزواج والتنقّل مع الأهل. غير أنني قررت الآن شراء السيارة قبل الزواج، لاستعمالها في الذهاب إلى عملي البعيد، ولأتعلم القيادة، إذ إنني مبتدئ، ثم أحتفظ بها إلى حين الزواج، علمًا أنني أستطيع تقديم طلب انتقال إلى مكان عمل أقرب، مما قد يؤجل الحاجة المُلِحّة إلى السيارة، لكن هذا الطلب غير مضمون القَبول، فقد يُرفض أو أُعيَّن في مكان أبعد، مع أن احتمال القبول وارد جدًّا، وعندما حانت قرعة الحج، لم أتقدّم، لأنني رأيت أن المال الذي أملكه مخصّص لحاجات أصلية مستقبلية، ولا أُعتبر بذلك مستطيعًا؛ إذ إن الذهاب إلى الحج الآن سيؤخّر -إلى حدّ كبير- قدرتي على إعادة جمع المال لهذه الأغراض.
فهل هذا التقدير صحيح؟ أم يُقال: إن الحج قد تعلّق بذمّتي لمجرد أنني لم أتقدّم إلى قرعة الحج، فيلزمني الاحتفاظ بهذا المال إلى حين موسم الحج القادم؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل الزواج قد يكون واجباً وقد يكون مندوباً وقد يكون محرماً، واليوم الزواج بالنسبة لكثير من الشباب مندوب ولدى بعضهم واجب، خشية الوقوع في الزنا بسبب كثرة الفساد المنتشر في المجتمع. وأما أداء فريضة الحج والعمرة فهي من الواجبات الموسعة يعني يمكنه التأجيل.
والحج يجب في حالة توفر شروط الوجوب والتي منها أن يكون عنده فائض عن حاجاته وحاجة مَن يُنفق عليهم، ومن حاجاته وسيلة النقل التي ليست ضرورية، لكنها حاجة كما في السؤال.
وعليه: فهو لا يجب عليه الحج حتى تتوفر شروط الوجوب والتي منها مصاريف ونفقات الحج، وهي غير متوفرة بحسب ما ورد في السؤال . والله تعالى أعلم.