هل يجوز لي الذهاب إلى طبيب شدِّ الجلد، وأضع نسبة قليلة من السلكون؟
فتوى رقم 4878 السؤال: السلام عليكم، بعد ولادة أربعة أبناء، أصبح لدي بعض التغيُّرات في جسمي، والصدر أصبح مترهلاً كثيراً، والمنظر بشع، ولا يعجب زوجي، هل يجوز لي الذهاب إلى طبيب شدِّ الجلد، وأضع نسبة قليلة من السلكون؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
مسألة شدِّ الصدر تدخل تحت مسمَّى عمليات التجميل، والأصل في جوازها أن تكون لإزالة عيب واضح منفِّر، وإزالة ضررٍ متحقق للصحة النفسية أو الجسدية، وهذا الترهُّل مصاحب لمرحلة عمرية غير معهودٍ في سِنِّها الترهُّل (نحو عمر الثلاثين، أو أقل، أو أكثر بقليل مثلاً)، وهذا الشرط أساسي للجواز أو عدمه، فإن كان الترهُّل هو الأمر الطبيعي في مرحلة عمرية معيَّنة مع تكرُّر الولادة، وهو المعتاد حصوله عند النساء المتزوِّجات، فيكون الأصل هو المنع وعدم جواز إجراء هذا التجميل -شد الصدر- ؛ لأن المقصود منه صار الحُسن والتجمُّل، وهذا ينطبق عليه قول الله تعالى حكايةً عن إبليس: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ) [سورة النساء الآية:119]. فتغيير خلق الله من المحرَّمات التي يسوِّلها الشيطان للعُصاة من بني آدم. وقد بيَّن “المجمع الفقهي الإسلامي” المنبثق عن “منظمة المؤتمر الإسلامي” المنعقد في دورته الثامنة عشرة في (ماليزيا) من 24 إلى 29 جمادى الآخرة 1428هـ، الموافق 9– 14تموز (يوليو) 2007م، في قراره بشأن عمليات التجميل -بيان ما يجوز منه-: “يجوز شرعًا إجراء الجراحة التجميلية الضرورية والحاجية التي يُقصد منها:
إعادة شكل أعضاء الجســـــم إلى الحالة التي خُلق الإنسانُ عليها؛ لقوله سبحانه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [سورةالعلق الآية: 4].
إعادة الوظيفة المعهودة لأعضاء الجسم.
إصلاح العيوب الخَلقية مثل: الشفة المشقوقة (الأرنبية)، واعوجاج الأنف الشديد، والوحمات، والزائد من الأصابع والأسنان، والتصاق الأصابع، إذا أدى وجودها إلى أذًى مادِّيٍّ أو معنويٍّ مؤثِّر.
إصلاح العيوب الطارئة (الـمُكتَسبة) من آثار الحروق والحوادث والأمراض وغيرها مثل: زراعة الجلد وترقيعه، وإعادة تشكيل الثدي كليّاً حالة استئصاله، أو جزئيّاً إذا كان حجمه من الكِبَر أو الصِّغَر بحيث يؤدِّي إلى حالة مَرَضيَّة، وزراعة الشعر حالة سقوطه، خاصة للمرأة.
إزالة دمامة تسبِّب للشخص أذًى نفسيّاً أو عضويّاً”. انتهى.
وعليه: فإن كان ما يطلبه الزوج يدخل تحت مسمَّى إزالة العيوب المنفِّرة وهو ترهُّل صدر الزوجة في عمر يغلب فيه عدم الترهُّل، أو لإزالة ما في بقائه ضرر محقَّق، فلا مانعَ منه، وإلا بأنْ كان المقصود من شدِّ الصدر تغييرٌ في الخِلقة لزيادة الحُسن والجمال، بأنْ كانت في عمر يغلب فيه الترهُّل، فلا يَحِلّ.
وننبِّه إلى أنه لا يجوز إجراء الطبيب المسلم للعملية في حالة وجود طبيبة مسلمة تفي بالغرض وتصلح لذلك، فإنْ تعذَّر الطبيبة جاز الطبيب المسلم للضرورة مع وجود مَحْرم ( أب، أخ، ..) أو زوج، ويكشف عن موضع العلاج بقدر الضرورة والحاجة للعملية فقط. والله تعالى أعلم.