هل يجوز اللعب في لعبة إلكترونية وفيها يتمُّ إجبار اللاعب على الذهاب إلى الكنيسة؟
فتوى رقم 4827 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا العب بلعبة إلكترونية وفيها يتمُّ إجبار اللاعب على الذهاب إلى الكنيسة، ولكن لايتمُّ التعبُّد، فقط يدخل الكنيسة، ومن ثَمَّ تجري محادثة بين الشخصيات في أمور أخرى ويغادرون، في كلِّ مرةٍ أستغفرُ اللهَ من هذا المشهد، وأحاول أن أتخطَّاه بعدم النظر، هل أكفر في حال استمريت بهذه اللعبة؟ بارك الله فيكم.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل، بدايةً لا بدَّ من تبيان حكم اللعبة؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوُّره، فإن هذه اللعبة أو غيرها من الألعاب الإلكترونية، يخضع موضوع التحليل والتحريم فيها لما تتضمَّنه من مفاهيمَ أو عقائدَ أو سلوكياتٍ أخلاقية، فإن كانت تتضمَّن ترسيخ مفهوم استسهال القتل أو الخديعة بالأصدقاء أو عقائد شركية وكفرية أو سلوكيات محرَّمة؛ كالكذب، والشتم، واللَّعن، أو التعرّي من خلال اختيار شخصيات تظهر بمظهر يتعارض مع المفاهيم الإسلامية، أو تتضمن الطلب -إلكترونياً- السجود لصنم، أو القيام بأفعال ممارستها في الأصل محرَّمة -الزنا الإلكتروني-، فلا شكَّ عندها في حرمة هذه الألعاب التي تُبَرمِجُ عقلَ الطفل والناشئة والشباب على مفاهيمَ وعقائدَ شركيةٍ وكفرية، وسلوكياتٍ مُدمِّرة للفرد والمجتمع، فهذه هي علَّة التحريم التي يدور عليها الحكم وجوداً وعدماً. ويُضاف إلى ذلك ما إذا كان لهذه الألعاب أضرار صحية على المستوى النفسي أو الجسدي، فإذا خَلَتْ تلك الألعاب من هذه الأمور فلا مانعَ منها، وإلا حَرُمَ اللعبُ بها.
وعليه: فما ذُكر في السؤال من أن هذه اللعبة تتضمَّن الذهاب إلى الكنيسة – مع التنبيه إلى أن مجرد الدخول إلى الكنيسة في أوقات لا يوجد فيها صلاة شركية -لا مانعَ منه شرعاً، لكنْ ينبغي التحذير من خطورة وجود محاذيرَ شرعيةٍ كالتي ذكرناها أو غيرها مما يندرج تحت مسمَّى المحاذير- في مرحلة من مراحل اللعبة، فتصير اللعبة محرَّمة بسبب تلك المحاذير، ولو لم تصل إلى تلك المرحلة من مراحل اللعب التي تتضمن تلك المحاذير، فهو من باب سدّ الذريعة الـمُفضية إلى الحرام.
وأما بالنسبة لكفر اللاعب الذي يقرِّر من خلال اللعبة الدخول إلى الكنيسة إلكترونياً، فلا يُعَدُّ ذلك كفرًا صريحاً، لكنه يَحْرُم في حالة وجود صلاة شركية، إلا إذا صرّح -عند سؤاله عن هذا الدخول الإلكتروني إلى الكنيسة – أنه يعتقد العقيدة النصرانية. والله تعالى أعلم.