هل تقبل توبة من سبَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم -والعياذ بالله-؟
فتوى رقم 4814 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد بحثت في هذا الموضوع ولم أجد له جواباً إطلاقًا، أو أن تكون الإجابة تخرج عن الموضوع كلِّه. وهو أنَّ سبَّ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم -والعياذ بالله- كفر وردة بالإجماع، وهو يوجب القتل؟ وهل مَن تاب توبة نصوحًا مِن سبِّ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولم يُقم الحدُّ عليه، فهل يسامحه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ الله جلَّ وعلا يقبل التوبة، ولكنْ حقُّ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كيف يسامحه في الآخرة؟ لماذا نقول: ربما يسامحه، لماذا لا نقول: أكيد سوف يسامحه. أعوذ بالله، واللهِ -يا شيخ- الموضوع مخيف؛ لأنه إذا لم يقبل النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مسامحته فإنه سوف يخلد في النار، فهل هذا هو الذنب الذي ليس له توبة، أو أنه تتأكد التوبة منه؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
أخي السائل، فإن توبة سابِّ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الدنيا لا تُقبل، فتوبته لا تمنع عنه العقوبةَ القضائية -يعني عند القاضي الشرعي-، وهذا ما اتفق عليه العلماء، ونقل بعض أهل العلم الإجماعَ على ذلك. وأما توبته بينه وبين الله تعالى فلا شكَّ في قبولها، إن كانت صادقة خالصة لله عزَّ وجلَّ، فهي تنفعه بينه وبين الله تعالى، وهذا ما نقله القاضي عياض اليحصبي المالكي -رحمه الله تعالى- في كتابه “الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم ” (2/255).
وعليه: فإن مَنْ سبَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لا تُقبل توبته في الدنيا، بل ينال العقوبة الصادرة عن القضاء الشرعي. وأما توبته بينه وبين الله تعالى فتُقبل إن كانت صادقة خالصة لله عزَّ وجلَّ. والله تعالى أعلم.