نشكو في منزلنا من كثرة حصول الأمراض،، نرجو من حضرتكم تقديم النصيحة لنا.

فتوى رقم 4808 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكو في منزلنا من كثرة حصول الأمراض، سواء زوجي أو أولادي، هناك أناس يقولون لنا إنه سحر، وأناس يقولون إنه حسد، نرجو من حضرتكم تقديم النصيحة لنا.

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بدايةً، فإن المطلوب حُسْنُ التوكُّل على الله، والاعتقاد الجازم بأن الأمور كلَّها بيد الله سبحانه، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، قال الله تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [سورة التوبة، الآية: 50]. وروى الترمذيُّ في سننه بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت رديفَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال لي: «يا غلامُ إني أُعلِّمُك كلماتٍ: “احفَظِ اللهَ يَحفظْكَ، احفَظِ اللهَ تَجدْهُ تُجاهَك، إذا سألْتَ فاسأَلِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمَعَتْ على أنْ يَنْفَعوكَ بشَيءٍ، لم يَنْفَعوكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لك، وإنِ اجْتمعوا على أنْ يَضُروكَ بشَيءٍ، لم يَضُرُّوكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ» وفي رواية: «واعلَمْ أنَّ ما أخْطأَكَ لم يكنْ ليُصيبَكَ، وما أصابكَ لم يكنْ لِيُخْطِئَكَ». فالمطلوب:
أولاً: الصبر على أقدار الله تعالى، ومعلوم أن من أركان الإيمان الستة، الإيمان بالقدر خيره وشره، وما يحصل معك هو من أقدار الله عزَّ وجلَّ.
ثانياً: الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء؛ فالدعاء عبادة، روى أبو داود في سننه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «الدُّعاءُ هو العبادةُ ثمَّ قرأ (وَقال رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) [سورة غافر، الآية: 60]. وقال الله تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [سورة النمل، الآية: 62]. وقال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [سورة الأنبياء، الآية :84].
الثالث: الأذكار التي ورد فيها الأحاديث المرغِّبة فيها، منها: “بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم“. روى الترمذيُّ في سننه من حديث عثمانَ رضي الله عنه، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «ما من عبدٍ يقولُ في صَباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ: بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السميعُ العَليمُ، ثَلاثَ مرَّاتٍ فيضرُّه شيء».” وفي رواية: «لم تُصِبْه فَجْأَةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصِبْه فَجْأَةُ بلاءٍ حتى يُمسي». وروى أبو داود والترمذيُّ في سننَيْهما عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنهما، أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تُمسي وحين تُصبح ثلاثاً تكفيك من كلِّ شيء».
وعليه: فالمطلوب التوكُّل على الله، والصبر على أقدار الله ، وكثرة الدعاء، والمداومة على الأذكار والأوراد. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *