والدي يسبُّ ويشتم، ويهين والدتي أمامنا، ويتكلم في أعراض الناس، مع أنه يصوم ويصلي ويقرأ القرآن. ما الحل؟

فتوى رقم 4134 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والدي – للأسف – يكفر ويشتم، ثم يصلِّي ويصوم ويقرأ القرآن وكأن شيئًا لم يكن، كل يوم يسبُّ ويشتم ويلعن الناس… ما الحلّ؟ كما أنه يهين أمي ويسبُّها أمامنا، وان اعترضنا يقول هي تحرُّضكم عليَّ، مع العلم أنه قد حجَّ بيت الله الحرام وقام بأكثر من عمرة…

أيضًا البارحة صُدمت به يتكلم مع عمتي عن واحدة ويقول لها إنها كانت نائمة مع شخص، وأن عنده شهود، واخترع أسماء الشهود وهذا والله كذب وافتراء… تركت المجلس لكني أتفطَّر خوفًا من الله،

هل سأحاسب على فعل والدي؛ لأني لم ادافع عن عرضها، كيف أتصرف؟ – حسبنا الله ونعم الوكيل – عذرًا على الإطالة، أفيدوني أفادكم الله. وجزاكم الله خيراً.


الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

الحلُّ أولاً: بالدعاء له بأن يهديَه الله تعالى ويتوقَّف عن ذلك.

ثانياً: أن يتمَّ تذكيره بخطورة ما يصدر عنه من سبٍّ للذات الإلهية، واللعن للآخرين، واتهامٍ للبعض بالزنى ولو في حالة الغضب، وأن ننبّهه على أنه يمكن أن يأتيَه الموت وهو على تلك الحالة وحينها تكون العاقبة وخيمة، فيموت على غير الإسلام، فيخلَّد في النار.

وثالثاً: نخبره أن الإنسان مؤاخذ بما يقوله، قال الله تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [سورة ق الآية: 18]. وحديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه الطويل، وفيه: قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي مِنْ النَّارِ،… ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟”.رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ في سننه.

ويجب أن تنصحي والدك بالتوقُّف عما يصدر منه، ولكن لا بدَّ أن تختاري الوقت الذي يكون فيه الوالد في حالة هدوء، ويكون الكلام معه كلام محبٍّ وحريص عليه. والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *