عندي ليفة على الرحم، وخضعت لعملية جراحية منذ أسبوعين، فأتت الدورة أسبوعًا دمًا أحمر والآن لونها بنيٌّ غامق
الفتوى رقم 3393 السؤال: السلام عليكم، أنا عمري سبعة وأربعون سنة، وأعاني منذ أكثر من سنة من نزيف في الدورة الشهرية، خضعت لتحاليلَ صورٍ وتبيّن أن عندي ليفة على الرحم ودمًا مجمّدًا ولحميات، ووصفت لي الطبيبة دواء، لكن منذ شهرين أصبحت تأتي الدورة مرتين في الشهر، فخضعت مرة أخرى لتحاليلَ فكانت الليفة أكبر من ذي قبل، فخضعت لعملية جراحية منذ أسبوعين، فأتت الدورة أسبوعًا دمًا أحمر والآن لونها بنيٌّ غامق، ما الحكم خصوصًا في الصيام والصلاة وقراءة القرآن؟ وهل هذه استحاضة؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
الأصل أن تُرَدّ المرأة إلى عادتها إن استطاعت أن تميِّز لون الدم -ولون دم الحيض أسود محتدم وفيه حدة أي ألم تعرفه النساء-، وما زاد على عادتها فهو استحاضة، لكنْ إن بقي الدم قوياً -أي مثل دم الحيض- فيُعتبر حيضاً، فإن تجاوز الخمسة عشر يوماً صار استحاضة.
والاستحاضة حكمها حكم نواقض الوضوء، فلا تمنع الصوم وتلاوة القرآن الكريم، وإنما المطلوب الوضوء لما يلزم له الوضوء، كالصلاة ومسّ المصحف ونحوه، فتغسل الموضع وتعصبه بخرقة -قطعة قماش- ونحوها، ثم تتوضأ لكلّ وقت صلاة وتصلّي فريضة واحدة وما تشاء من النوافل؛ لقوله ﷺ لـفاطمةَ بنتِ أبي حبيش رضي الله عنها، وكانت مستحاضة: “توضَّئي لكلِّ صلاة وصلِّي”. رواه الترمذيُّ وقال: حديث حسن، ولقوله ﷺ: “لِتَسْتَثْفِرْ بثوبٍ ثم لِتُصَلِّ”. رواه أبو داود.
وننبِّه: إلى أنه إذا كان الدم دم حيض كما بينّا، فلا يَحِلّ ولا يَصِحّ الصوم، والصلاة، وتلاوة القرآن الكريم، والمعاشرة الزوجية، ومسّ المصحف وحمله، والدخول والمكث في المسجد، والطواف بالبيت.
والله تعالى أعلم.