وضعت ابني الصغير (6 أشهر) على بطنه، وهذه كانت نومته المفضَّلة، وعندما ذهبت إليه كان ميتًا فصرت ألوم نفسي، فهل عليَّ إثم في ذلك؟
الفتوى رقم 3282 السؤال: السلام عليكم، في يوم من الأيام استيقظ ولدي الصغير البالغ من العمر ستة أشهر، وكنت متعبة جدًا، فوضعته على بطنه، وهذه كانت نومته المفضَّلة ولا ينام إلا هكذا فسكت عندها، ولم أعد لأراه لأنني كنت أرى أخاه الكبير، فعندما استيقظت كنت متعبة فذهبت إليه فكان ميتًا فصرت ألوم نفسي، فهل عليَّ إثم في ذلك؟ خاصة أنه كان معتادًا النوم على بطنه.
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
بدايةً، فإن هذا لا يُعتبر قتل خطأ؛ لأن العادة جرت بأن ينام بعض الأطفال على بطونهم مع توجيه وجوههم يمينًا أو شمالًا ولا يختنقون، واعلمي أن هذا الأمر قضاء وقدر لا يَدَ لك فيه، وينبغي أن تسلِّمي الأمر لله تعالى وتصبري وتحتسبي، فعن أمِّ سلمةَ رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “ما من عبدٍ تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أَجِرْنِي في مصيبتي وأَخْلِفْ لي خيراً منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها”. قالت: فلما تُوفِّي أبو سلمة؛ قلت: ومن خيرٌ من أبي سلمة صاحب رسول الله ﷺ، ثم عزم الله عليَّ فقلتها؛ فما الخلف؟! قالت: فتزوَّجت رسولَ الله ﷺ ومَن خير من رسول الله ﷺ”. رواه مسلم في صحيحه.
وفي صحيح البخاريِّ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن النبيَّ ﷺ قال: “يقول الله عزَّ وجلَّ: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احْتَسَبَه إلا الجنة”. وروى الإمام أحمدُ في مسنده عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: “إذا مات ولد العبد، قال الله عزَّ وجلَّ لملائكته: “أَقَبَضْتُمْ وَلَدَ عبدي؟” فيقولون: نعم؛ فيقول وهو أعلم: “أقبضتم ثمرة فؤاده؟” فيقولون: نعم. فيقول: “ماذا قال عبدي؟” فيقولون: حَمِدَكَ واسْتَرْجَع، فيقول الله عزَّ وجلَّ: “ابنُوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمد”.
وروى الإمام أحمدُ في مسنده من حديث معاويةَ بن قُرَّة، عن أبيه قُرَّة بنِ إياسٍ رضي الله عنه: “أنه كان رجلٌ يأتي النبيَّ ﷺ ومعه ابن له، فقال النبيُّ ﷺ: “أتحبُّه؟” فقال: يا رسول الله، أحبَّك الله كما أحبُّه؛ فتفقَّده النبيُّ ﷺ فقال: “ما فعل ابن فلان؟” فقالوا: يا رسول الله مات، فقال النبيُّ ﷺ لأبيه: “أما تحب أن تأتيَ باباً من أبواب الجنة إلا وجدتَه عليه ينتظرُك؟” فقال رجل: يا رسول الله، ألَهُ خاصَّة أم لكلِّنا؟ فقال ﷺ: “بل لكلِّكم”.
عليه: فاصبري واحتسبي ما أصابك عند الله تعالى، فلكِ بذلك الأجر والثواب.
والله تعالى أعلم.