مَن ماتَ قبل البلوغ، هل يتحوَّل إلى عصفور في الجنة، وهل ثبت هذا في حديث؟
الفتوى رقم 3208 السؤال: السلام عليكم، مَن ماتَ قبل البلوغ، هل يتحوَّل إلى عصفور في الجنة، وهل ثبت هذا في حديث؟ أم أنه يُبعث بعمر أهل الجنة؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
لم يثبت في النصوص أن أطفال المؤمنين يكونون على هيئة عصافير في الجنة، بل ظاهر النصوص يفيد أنهم يبقون على هيئتهم البشرية؛ فقد روى الإمام البخاريُّ في صحيحه أنَّ رسول الله ﷺ قال: “إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالا لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا… فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ، فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ، لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ مَا هَؤُلاَءِ؟… قَالاَ لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ… أَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ ﷺ، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَة”. وروى النَّسائيُّ في “المجتبى” وابن حبان في صحيحه، والحاكم في “المستدرك” وصحَّحه عن قُرة بن إياس رضي لله عنه، أن النبيَّ ﷺ قال لأحد الصحابة لما توفي ابنه: “أمَا يسرُّك أن لا تأتيَ باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك؟! فقال رجل: أَلَهُ خاصَّة، أو لكُلِّنا؟ قال ﷺ: بل لكلِّكم”.
وأمَّا ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، أنها قَالَتْ: “تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَوَلَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا، وَلِهَذِهِ أَهْلًا.” فليس فيه ما يدلّ على أنَّ حقيقتهم تتبدَّل ويتحوَّلون إلى عصافير، بل لعلَّ مقصدها -والعلم عند الله- أنهم في لَعِبهم ومرحهم في الجنة كالعصافير.
والله تعالى أعلم.