هل يُعتبر الانتحار كفرًا أم أنه حرام فقط؟

الفتوى رقم 3171 السؤال: السلام عليكم، هل يُعتبر الانتحار كفرًا أم أنه حرام فقط؟ وإذا شرب شخصٌ سُمًّا مثلًا، وهذا السُّمُّ يحتاج وقتًا ليأخذ مفعوله، وفي هذه الفترة قرَّر الشخص أن يتوب إلى الله قبل موته، فهل تُقبل توبتُه؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

لا يعتبر المسلم المنتحر كافراً إلا إذا استحلَّ قتلَ نفسه، بأن اعتقد حِلَّ وجواز قتل نفسه، أما لو كان يعتقد أنه يفعل أمراً محرَّماً فيعتبر مرتكباً لكبيرة من كبائر الذنوب يعاقب عليها عند الله تعالى يوم القيامة، فإن شاء غفر له وإن شاء عذَّبه. وقد روى البخاريُّ ومسلم في صحيحَيْهما عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ ﷺ قال: “مَن تردَّى من جبل فقتل نفسَه فهو في نار جهنَّم يتردَّى فيه خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سُمًّا فقتل نفسه فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنَّم خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدتُه في يده يَجَأ (يطعَن) بها في بطنه في نار جهنَّم خالداً مخلَّداً فيها أبداً”.

وقد ترك النبيُّ ﷺ الصلاةَ على المنتحر، عقوبةً له، وزجراً لغيره أن يفعل فِعله، وأَذِن للناس أن يصلُّوا عليه، فيُسَنُّ لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسِّياً بالنبيِّ ﷺ. فقد روى مسلم في صحيحه عن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: “أُتيَ النبيُّ ﷺ برجل قتل نفسه بمَشاقص -السَّهم- فلم يُصَلِّ عليه”. وهذا لا يعني عدم الدعاء له، بل لا مانع من الدعاء له بأن يغفر الله له.

والله تعالى أعلم.