حكم استخدام صلصة الصويا
الفتوى رقم 3164 السؤال: السلام عليكم، سمعت مؤخَّرًا أن صلصة الصويا لا يجوز استخدامها لاحتوائها على نسبة من الكحول، ولكن هذا غير مذكور في المكوِّنات، فما العمل في هذه الحال؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
فإذا لم يكن من مكوِّنات هذا الـمُنتَج كحول ولا شيء آخر مُحرَّم فلا مانع منه، مع التنبيه على أن مسألة الكحول في صوص الصويا يُسأل عنها الكيميائيون أهل الخبرة بها، فإنْ صرَّحوا بأنها تشتمل على الكحول فيحْرُم، وإلا فلا يحْرُم.
ونشير إلى أنه ليس كل ما يسمَّى كحولًا عند الكيميائيين يكون مُسكراً، فمن الكحوليات ما هو سُمٌّ قاتل كالميثانول، ومنه ما هو مُسكر كالإيثانول، وهو المكوِّن الفعال في الخمر، ومن الكحوليات أيضاً السوربيتول فهو كحول غير مُسكر. فقد نصَّت “الموسوعة العربية العالمية” على أن: “الكحول أو الغَوْل مركَّب كيميائي يتكوَّن من ذرَّات من الكربون والهيدروجين والأكسجين ترتبط كيميائيًا مع بعضها. تحتوي جميع جزيئات الكحول على الأقل على مجموعة هيدروكسيل واحدة. ومجموعة الهيدروكسيل هي ترتيب معين من الذرات ترتبط فيه ذرة هيدروجين بذرة أكسجين. ونجد في جزيئات الكحول أن ذرة الأكسجين الموجودة في مجموعة الهيدروكسيل تتصل بدورها بذرة الكربون. ويستخدم الناس عادة كلمة مشروبات كحولية للإشارة إلى مشروبات مثل البيرة والنبيذ والـمُسْكرات الأخرى، لكن هنالك العديد من أنواع الكحولات ذات الاستخدامات المختلفة. وتناقش هذه المقالة الخواصَّ الكيميائية والاستخدامات التجارية للعديد من الكحولات: الميثانول: يسمى أيضًا الكحول الميثيلي أو كحول الخشب. وهو أبسط أنواع الكحولات، ويحتوي على مجموعة هيدروكسيل واحدة، وصيغته الكيميائية CH4O. والميثانول سائل عديم اللون وَسامٌّ جدًا. يُحضر الميثانول أصلاً من الخشب، لكنه يُنْتج الآن تجاريًا في المقام الأول من الميثان (غاز المستنقعات والمناجم) وهو العنصر الرئيسي للغاز الطبيعي، ويعتبر مذيبًا صناعيًا مهمًا في تصنيع الطلاء والورنيش. ويستخدم أيضًا مانعًا لتجمد الوقود في السيارات. الإيثانول: ويعرف أيضًا بالكحول الإثيلي. وهو الكحول الموجود في المشروبات الكحولية، وصيغته الكيميائية C2H6O وبه مجموعة هيدروكسيل واحدة، ويستخدم أيضًا في أغراض عديدة أخرى؛ حيث يعمل مذيبًا لتفاعلات كيميائية ولورنيش اللك والطلاءات والأصباغ. كما أنه عنصر مهم في تحضير المواد الكيميائية المستخدمة مطهرات ومنكهات ومعطرات. تقوم العديد من الحكومات بفرض الضرائب على إنتاج وتوزيع الإيثانول والسيطرة عليهما. كما تُفرض الضرائب على الكحول الإثيلي المستخدم في المشروبات الكحولية. ولهذا السبب يلجأ مصنِّعو الإيثانول إلى إفساده (جعله غير صالح للشرب)، لاستخدامه لأغراض أخرى. وتتمُّ هذه العملية بخلطه بالميثانول أو بمواد كيميائية سامّة أخرى”.
وجاء فيها أيضًا: “الجليسيرول أو (الجلسرين) سائل شفّاف عديم اللون والرائحة، وهو أحد أنواع الكحول، وصيغته الكيميائية هي C3H5(OH)3. ويدخل الجليسيرول في صناعة الآيس كريم، والحلويات، وطبقات الحلويات العليا لجعلها قشديَّة ملساء، كما يدخل في صناعة معجون الأسنان ومواد التجميل بوصفه عاملاً ملطِّفًا. ويدخل أيضًا في إنتاج كثير من الأدوية”. ومن الكحوليات: “الجلوكوز، وصيغته الكيميائية C6H12O 6، وينتمي الجلوكوز إلى مجموعة الكربوهيدرات الغذائية، وهو أكثر أحاديات السكريد أو المواد الكربوهيدراتية وفرة”. انتهى من “الموسوعة العربية العالمية” ملخّصاً.
وقد قال بعض الفقهاء المعاصرين -وهو الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله- في “فتاواه” (ص 313): “وليس كلّ كحول مسكراً، فقشر البرتقال فيه كحول لكنه غير مسكر”. انتهى. ويقول الدكتور محمد علي البار خبير “مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة” “مجلة مجمع الفقه الإسلامي” (العدد 8 ج 3 ص 315) في بحث له بعنوان “التداوي بالمحرّمات” قال: “تستخدم الغَوْل (الكحول) كمطهِّر خارجيّ، كما تستعمل في بعض الحالات النادرة لإماتة عصب من الأعصاب المسبب للألم المبرح، وتستخدم أيضاً بكثافة في العطور وما يسمّى البارفان والكولونيا.. وتصل نسبة الكحول في الكولونيا إلى 90 بالمئة.. وبما أن هذه الكولونيا قد تشرب، وخاصة في الأماكن التي يُمنع فيها تعاطي الخمور فإن الشركات المصنّعة تضيف إليها مادة أخرى شديدة السُّمّية من أنواع الغَوْل (الكحول) وهي الكحول المثيلي. وقد حدثت حوادث كثيرة في قطر والسعودية ودول الخليج الأخرى وفي الهند أدت إلى وفاة العشرات، وأحياناً المئات من الأفراد نتيجة شرب هذه المواد السامّة، فالكحول المثيلي مادّة سامّة، بل شديدة السُّمّية، وتؤدي إلى هبوط (احتشاء أو فشل) عضلة القلب نتيجة الاعتلال السُّمِّي لعضلة القلب Toxic Cardiomyopathy، كما أنها تؤدي إلى إصابة عصب الإبصار مسبِّبة العمى للأشخاص الذي أمكن إنقاذهم من براثن الموت”. انتهى.
والمقصود من هذا البسط بيانُ أن كثيرًا مما هو “كحول كيميائيًا” ليس مُسكرًا، ولذلك لا بد من تحديد نوعية الكحول.
بناء عليه: فإن كان من النوع الـمُسكر أو الضارّ بالإنسان فإنه يكون حراماً، وإلا جاز.
والله تعالى أعلم.