اكتشف أن زوجته أصبح عندها تشكيك في الإسلام وفي وجود الله، ماذا يفعل؟

الفتوى رقم 2854 السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحد الإخوة اكتشف أن زوجته أصبح عندها تشكيك في الإسلام وفي وجود الله، وقد ضغط عليها هو وأهلُها لتعود بالمناقشات الحسنى -وغير الحسنى- والأخذ والردّ، وتبيَّن له بعد عودتها إلى الإسلام أنها عادت فقط كي لا تخسر أهلها وعائلتها، وأنّ الشكَّ لا زال موجودًا. وكما فَهِمْتُ فإنها فَطِنة، ولكن تَشْكو من صعوبة فهمها للفلسفة وعلم الكلام الذي كان ظاهره الجميل محورَ النقاشات التي شكَّكتها في بادئ الأمر. وبعد توالي الجلسات التي تكلَّل بعضها بالنجاح، فإنها ليست الآن في جهوزية للغوص في الموضوع مرة أخرى؛ لأنها تعبت منه والشكوك تزيد من خلال حضورها لمحاضرات في الفقه أو قراءة في السيرة أو ما شابه؛ لأن ذلك لا يمس بالمنطق ولكن الغيبيات غير المفسَّرة. وقالت: إنها راغبة في أن تخرج من هذا الجوّ تمامّا لتبتعد عن الشكوك قليلًا عسى أن تعود إلى الدِّين بذهن صافٍ وعقل مرتاح. فسأَلَني هذا الأخ عن كيفية التعامل معها، وماذا يفعل؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

بدايةً، فالمسألة تحتاج إلى أن يكون النقاش والحوار مع أهل العلم المتخصِّصين حتى يحصل الإقناع، وليس الإقناع هو بالضغط والإكراه؛ فالقضية لا تُحَلُّ بهذه الطريقة التي تؤدّي إلى زيادة الشكّ ليصبح معتقَدًا يؤدي بصاحبه إلى النفاق الاعتقادي بحيث يُبْطِن الكفر ويُظْهِر الإيمان، وأَعجب من قولك: “إنها تشكو من صعوبة فهمها للفلسفة وعلم الكلام الذي كان ظاهره الجميل محورَ النقاشات التي شكَّكتها في بادئ الأمر”، ولماذا المطلوب فهم علم الكلام؟! لا شكَّ بأنه توجد مشكلة في الذي يناقشها أو تستمع إليه، فكيف يزيد عندها الشك!! وقولك: “إن الشكوك تزيد من خلال حضورها لمحاضرات في الفقه أو قراءة في السيرة أو ما شابه؛ لأنّ ذلك لا يمس بالمنطق ولكن الغيبيات غير المفسَّرة”.!!! ومَن قالك إن الفقه والسيرة لا يمسّ المنطق ولكن الغيبيات غير المفسَّرة؟ هذا كلامٌ يَدُلُّ على جهل بالإسلام، فأغلب الظن هو أن سبب حصول التشكيك من قِبَل تلك الزوجة هو ما ذكرناه. ولذلك، فالمطلوب من الزوج السعي -وبسرعة- للتواصل الشخصي مع أحد العلماء الدعاة ليرشده إلى مَن يُزيل تلك الشبهة. وينبغي للزوج أن تكون علاقته بزوجته جيدة وأن لا يؤثّر ذلك التشكيكُ على علاقته بها في الوقت الحاضر حتى يتمَّ الحوار والنقاش مع أحد العلماء أو الدعاة المتخصِّصين في تلك الشبه.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *