ما حكم الصلاة على النبيِّ ﷺ في آخر الأذان؟
الفتوى رقم 2107 السؤال: السلام عليكم، ما حكم الصلاة على النبيِّ ﷺ في آخر الأذان؟
الجواب، وبالله تعالى التوفيق:
الأصل أن الجهر بالصلاة على رسول الله ﷺ بعد الأذان ليس من مُفرَدات الأذان، كما ثبت في أحاديث الأذان، ولكن السُّنة أنه على المؤذِّن والذي سمع الأذان أن يصلِّيَ على رسول الله ﷺ؛ لحديث عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: “إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ”. رواه مسلم في صحيحه.
وقد نصَّ الفقهاء على هذه المسألة فقال الخطيب الشربيني الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه “مغني المحتاج” (1/219): “ولكلٍّ -أي المؤذِّن والسامع- أن يصلِّيَ على النبيِّ ﷺ بعد فراغه”، وقال الإمام النوويُّ الشافعيُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه “المجموع” (3/117): “يُستحبّ للمؤذِّن أن يقول بعد فراغ أذانه هذه الأذكار المذكورة من الصلاة على رسول الله ﷺ وسؤال الوسيلة”. اهـ.
وأمّا إذا جهر بالصلاة على رسول الله ﷺ فلا مانع منه، وهذا ما ذهب جماهير الفقهاء المتأخِّرين إليه، أو إلى استحبابه، حيث إنهم لم يرَوْا محذوراً في ذلك، ولم يجدوا فيه مناقضة للمقصد الشرعي في هذا الباب، خاصة مع الفوائد المرجوَّة من الجهر، كمثل تذكير الناس بهذه السُنَّة، وإعلانها على الملأ. فقد جاء في حاشية الدُّسُوقي المالكي -رحمه الله- على الشرح الكبير (2/220): “وأما الصلاة على النبيِّ ﷺ بعد الأذان فبدعة حسنة”. انتهى. وجاء في حاشية ابن عابدين الحنفي -رحمه الله- “رد المحتار” (1/261): “والصواب من الأقوال أنها بدعة حسنة”. انتهى. وقال الحافظ السخاويُّ -رحمه الله تعالى- في كتابه “القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع”: “والصواب أنه بدعة حسنة، يؤجر فاعلُه بحُسْنِ نيَّته”. انتهى.
بناء عليه: فلا حرج في جهر المؤذِّن بالصلاة على النبيِّ ﷺ، والأفضل أن يسكت بعد الأذان سكتة لطيفة، بحيث يظن السامع أن المؤذِّن قد فرغ من الأذان. وأن تكون صيغة الصلاة على رسول الله ﷺ قصيرة.
والله تعالى أعلم.