هل يجوز للشابِّ الأعزب ممارسة الاستمناء؛ لأنه لا يجد نكاحًا؟

الفتوى رقم 2074 السؤال: هل يجوز للشابِّ الأعزب ممارسة الاستمناء؛ لأنه لا يجد نكاحًا؟

الجواب، وبالله تعالى التوفيق:

أخي السائل، إن الإسلام تعامل مع الشهوة الجنسيَّة تعاملًا فطريًّا، فوجَّهها توجيهًا لا يتصادم مع فطرة الإنسان؛ ففي الحديث الذي أخرجه البخاريُّ في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: “كنا مع النبيِّ ﷺ شبابًا لا نجد شيئًا، فقال لنا رسول الله ﷺ: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفَرْج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء.” فأرشد النبيُّ ﷺ عند العجز عن النكاح إلى الصوم مع مشقته، ولم يرشد إلى الاستمناء مع قوة الدافع إليه، وهو أسهل من الصوم، ومع ذلك لم يسمح به.

وقد نصَّ فقهاء المذاهب المعتبرة على مسألة الاستمناء، فقالوا: الاستمناء باليد إن كان لمجرد استدعاء الشهوة فهو حرام بالجملة؛ لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [سورة المؤمنون الآية: 5]، والعادون: هم الظالمون المتجاوزون. فلم يُبِحِ اللهُ الاستمتاعَ إلا بالزوجة والأَمَةِ، ويَحْرُمُ بغير ذلك.

وقالوا: إن كان الاستمناء باليد لتسكين الشهوة المفرطة الغالبة التي يُخشى معها الزنى فهو جائز في الجملة، بل قيل بوجوبه، لأن فعله حينها يكون من قبيل المحظور الذي تُبيحه الضرورة، ومن قبيل ارتكاب أخفِّ الضَّررين، وفي قول للإمام أحمد أنه يَحْرُمُ ولو خاف الزنى؛ لأن له في الصوم بديلًا. بتصرُّف من “الموسوعة الفقهية” (4/98و99).

بناء عليه: فإنه يَحْرُمُ الاستمناء بيده إلا في حالة واحدة وهي خشية الإنسان أن يقع في الزنا، ويكون فعله من باب: الضرورات تبيح المحظورات.

هذا ونرشدك -أخي السائل- إلى ما قاله فضيلة الشيخ عطية صقر في كتابه “أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام”: “ومما يساعد على التخلُّص منها أمور، على رأسها المبادرة بالزواج عند الإمكان، وكذلك الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، ومنها البعد عن كلِّ ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، ومنها توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة، كالرسم للزهور والمناظر الطبيعيَّة، ومنها تخيُّر الأصدقاء المستقيمين والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار، والاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجنس، وعدم الرفاهية بالملابس الناعمة والروائح الخاصة التي تفنَّن فيها مَن يهمُّهم إرضاء الغرائز وإثارتها، وكذلك عدم النوم في فراش وثير يذكِّر باللقاء الجنسي، والبعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن ولا تراعي الحدود، وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية، ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل وتُغري بالسوء”. انتهى.

والله تعالى أعلم.

اترك ردًا

رجاء أدخل الأرقام الظاهرة للتأكد من أنك لست روبوت *